أرفض الاعتراض على "التسريبات" التي ظهرت مؤخرا، وكشفت حقيقة بعض ممن يسمون أنفسهم "ناشطين"، وأظهرتهم للعالم على حقيقتهم كمجموعة من "الانتهازيين" الذين يتاجرون بـ "شرف الوطن".
لست مع من يرغد ويزبد من جماعات الندامة التي تأكل وتشرب من مال الأجنبي، ويدعي أنها اعتداء على حقوق الانسان، لن أقبل من ينظِّر، ويستخدم المصطلحات الضخمة زاعما أنها "اعتداء على الحياة الخاصة"، فمادام الأمر متعلقا بـ "أمن الوطن" لا خصوصية لأحد.
في عصر الإعلام المفتوح . ليس بوسع أحد الوقوف أمام "المعلومة"، في عصر الإنترنت الذي جعل العالم "شاشة جوال" من العبث أن تقف أمام الحقيقة . سيكون ذلك أشبه بمن يقف أمام قطار إكسبريس .
يا أخي مادمت خجلانا مما جاء على لسانك ، لا تقله في الأساس، من يخاف من معرفة الناس بخطئه، كان عليه من الأساس أن يتجنب الخطأ . إنها قضية أخلاقية في المقام الأول، ومن لم يربه أبوه وأمه ستربيه "التسريبات"، وتفضحه و"تجرسه".
في العالم الجديد حيث "التقنية" التي يمكنها أن ترصدك في عقر دارك ، وكاميرات الجوال التي تصورك في أي مكان، لا مكان للأسرار، لذلك فإن الأسلم أن تتقي الله، وتحرص على عدم الخطأ، وكما يقول المثل "إمشي عدل يحتار عدوك فيك".
على العكس هذه التسريبات لها دور مهم في تقويم السلوكيات، .. أي نعم الشر سيظل موجودا، طالما وجدت الحياة، ولكن من لم يخش من الله عز وجل، سيخاف من الفضيحة، ومن يتآمر سيدرك بالفعل أن "الحيطان لها ودان"، وسيضع احتمالا ولو ضئيلا أن هناك من يستمع ويسجل، فيرعوي.
لقد كشفت التسريبات التي أذاعها الإعلامي عبدالرحيم علي عن حقائق مذهلة، ونزعت القناع عن وجوه تصدرت الشاشات لتعلم الناس "الوطنية" و"الثورية"، بينما هم في الأساس "عملاء" يتاجرون بأمن الوطن . تصور لو لم يعرف المواطن هذه الحقيقة .. ماذا يحدث ؟ .
فضحت التسريبات أسماء رنانة مثل "مصطفى النجار، وأسماء محفوظ، وأحمد ماهر، وعبدالرحمن القرضاوي، ومحمد البرادعي، ومحمد عادل، كان البعض يعتبرهم ثوارا وناشطين، فأظهرت تسجيلاتهم حجم الخديعة الكبرى التي تعرض لها الوطن، والمستوى الثقافي والاجتماعي الذي وصل إليه هؤلاء. تصور لو لم يعرف المواطن هذه الحقيقة .. ماذا يحدث؟.
وكشفت التسريبات التي نشرت على موقع "يوتيوب" كيف تآمر أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورجاله على أمن السعودية ومصر، وكيف دعم الإرهابيين من أجل تحقيق أحلامه في تدمير الدول العربية. تصور لو لم يعرف المواطن العربي هذه الحقيقة .. ماذا يحدث؟.
وفضحت التسجيلات التي ظهرت لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وهو يحادث ابنه ويطالبه بزيادة مبلغ الرشوة ، النظام الإخواني الكاذب الذي ينادي بالخلافة، بينما هو متفرغ لجمع الرشاوى من دماء شعبه ، .. تصور لو لم يعرف العالم هذه الحقيقة .. ماذا يحدث؟ .
لقد ساهمت هذه التسريبات في تنوير الناس، وحماية الوطن، ودرء أخطار كبيرة كان من الممكن أن تحدث، وتهدد البلاد والعباد، ومن يعترض عليها إما على رأسه "بطحة" يحسس عليها وفقا للتعبير الشعبي البليغ، أو أنه من فئة "النحانيح" من جماعات حقوق الانسان والمجتمع المدني الذين تهدد مثل هذه التسريبات مصادر أرزاقهم.
"التشهير" حكم شرعي في بعض الأحوال تطبق بحق الفاسدين ومخالفي الأنظمة، فكيف لا يطبق على من يهدد "أمن الوطن".
"التسريبات" هي استخبارات شعبية لابد منها لتحقيق أمن الوطن، تماما كجهاز الأمن الوطني، والمخابرات العسكرية، .. ثقافة جديدة، كالنكات، والأمثلة، والكلام المأثور، .. مصدر مشروع للحصول على المعلومات، كالإنترنت ، والنميمة، وكلام الناس . العبرة في النهاية بصحة ما تحتويه، وهو ما يمكن التثبت منه بسهولة .
يجب أن يعلم كل عميل أن هناك من يراه، ويعد عليه أنفاسه، وأن "الخيانة" لا تسقط بالتقادم، إن لم تقبض عليه الشرطة ، سيقع في شر أعماله ، ويستمع بأذنيه إلى "تسريباته" يوما ما، لتكون فضيحته ـ كما يقول التعبير الشعبي بـ "جلاجل"، ويطارده الأطفال في الشوارع وهم يصيحون "العميل أهو".