تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



حزن نينوى | الأمير كمال فرج



يقول الشاعر الراحل نزار قباني في قصيدته الخالدة "بلقيس" (يا نيْنَوَى الخضراء ، ياغجريتي الشقراء، ياأمواج دجلة تلبس في الربيع بساقها أحلى الخلاخل" .. و"نينوى" هي المحافظة العراقية التي اجتاحها أمس إرهابيو ما يسمى بـ "الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش".

تقول الأخبار أن التنظيم الإرهابي اجتاح عدة محافظات، بعد أن تركها الجنود الحكوميون، وأنه دعى أنصاره للزحف إلى بغداد .

وهكذا تدخل المأساة العراقية فصلا جديدا من فصول الدم، والتي بدأت بالغزو العراقي للكويت، والذي تبعه الغزو الأمريكي للعراق، وما ترتب عليه من آثار كارثية مازالت تتفاعل على أرض الرافدين حتى الآن.

لقد أراد الأمريكيون العراق نموجا للديمقراطية، فصار نموذجا للإرهاب، ليس ذلك فقط ، ولكنه أصبح أول "دولة إرهابية"، فبعد أن ظل سنوات طويلة يضرب ويجري عثر الإرهاب المشرد أخيرا على دولة، وهو ما يسعى تنظيم "داعش" لتطبيقه عي العراق وسوريا .

وإذا كانت المخرجات نتيحة طبيعية للمدخلات، فإن "القضية العراقية" حملت داخلها مقومات هذه النهاية، فأي محلل لما حدث منذ "الغزو الأمريكي" حتى "غزو داعش" سينتهي بسهولة إلى هذه النتيجة.

"غزو الكويت، الحصار الدولي، الغزو الأمريكي، قتل صدام، إعلاء البعد الطائفي، انفصال كردستان العراق، حل بريمر للجيش العراقي، الفشل السياسي، الأطماع الإقليمية ، التجاذبات الطائفية، الحرب في سوريا" عوامل تجمعت لتدفع بالعراق إلى هذه النتيجة المؤلمة.

ولاشك أن الوضع الحالي تتحمل مسؤوليته أطراف عدة، أولها المجتمع الدولي الذي ترك الارهاب يستوطن في هذه البقعة من العالم، ورغم ممارسات داعش المروعة ومشاهد قطع الرؤوس على صيحات التكبير، والتي يتداولها مستخدمو مواقع التواصل ـ لم يحرك أحد ساكنا.

لقد وضع المجتمع الدولي هدفا رئيسيا وهو "إسقاط الأسد" ، وترك الساحة السورية فريسة لتنظيمات إرهابية أخطر من الأسد، فتحولت سوريا في أربع سنوات إلى أكبر تدمع للإرهابيين في العالم.

 الأخطر في المشكلة العراقية هو أن الإرهاب أصبح له "حاضنة شعبية"، وهو ما يفسر الانسحاب المفاجيء للقيادات الأمنية العراقية، وترك محافظاتهم فريسة سهلة لمجموعة من رجال العصابات، ويفسر ذلك أيضا انهيار معنويات الجيش العراقي.

لقد أدت النزعة الطائفية التي علت منذ سقوط صدام في تراجع الحس الوطني، فصار الولاء للمذهب أقوى ، فأصبحت المعركة بين سنة وشيعة، وليست بين عراقي وإرهابي، وذلك أدى إلى تعاطف السنة مع تنظيم داعش الذي ينادي بإنشاء "دولة سنية" في العراق في مواجهة حكم الشيعة.

ساهم في ذلك تسامح ودعم الدول الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا، لتنظيمات متطرفة مثل "الإخوان" التي تؤمن بالتغيير بالقوة،  وهو ما تسبب في رواج العمل الجهادي، وحصوله على حاضنة سياسية. بعد الحاضنة الشعبية، ولاننسى الدعم المباشر لهذه التنظيمات الذي تتكفل به قوى أقليمية مثل تركيا وتونس وقطر.

إن ماحدث في العراق ومن قبله ليبيا يدفعنا إلى استذكار دور الجيوش الوطنية في الدفاع عن الأوطان، ويعيدنا إلى جيشنا المصري الذي حمى البلاد من مخاطر جمة، أقلها الحرب الأهلية والتقسيم.

حل الأزمة العراقية لن يتم إلا بتضافر الجهود الداخلية والخارجية ، ولنبدأ أولا بإدراك القوى الكبرى بأن وجود أكبر تجمع عالمي للإرهاب في "العراق وسوريا" لن يهدد فقط الدولتين والمنطقة، ولكن سيهدد العالم، وأن هذا الإرهاب الذي يشكل دولته سيزحف ليهاجمهم في غرف نومهم.

الحل أيضا يجب أن يشمل فتح ملف "تمويل الجماعات الإرهابية" وهو الملف المسكوت عنه، ويبرز هنا دعم النظام القطري لتنظيمات إرهابية في ليبيا، والعراق، ومصر، واليمن ، وهو ملف يثير الريبة، خاصة إذا تذكرنا العلاقات الغامضة بين "قطر وأمريكا وإسرائيل" واحتضان قطر "قاعدة العديد" لأكبر قاعدة أمريكية في العالم، واحتضانها أيضا تنظيم الإخوان الإرهابي، وزعيمه القرضاوي الذي ساهم بفتاواه السياسية في زيادة وتيرة الإرهاب الإقليمي، ومقتل وتشريد الملايين في ليبيا، وسوريا، والعراق.

حسم المشكلة السورية، سيكون أحد الحلول، بالاختيار سريعا بشجاعة بين نظام داعش أو نظام بشار، أعلم أن الإختيار صعب، لأنك تختار في هذه الحالة بين شيطان كبير وآخر صغير، فكلاهما سيء، ولكن علينا اختيار الأقل ضررا. لأن الواقع يؤكد أن سقوط الأسد صعود لداعش، والعكس صحيح.

وأخيرا فإن التوافق السياسي الداخلي في العراق الخطوة الأهم لتجنيب البلاد السقوط في الهاوية، وذلك يتم بتجريم البعد الطائفي، وإعلاء الحس الوطني، وتكوين حكومة جديدة ترسخ هذا الجانب.

بذلك فقط نحافظ على وحدة البلاد، ونقهر الغزاه، وتتجاوز "نينوى" أحزانها، وتعود ملهمة يتغنى بخضارها الشعراء.
تاريخ الإضافة: 2014-06-15 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1381
1      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات