القاهرة: خلود.
ينفرد الشاعر الأمير كمال فرج بأسلوب شعري جديد متقدم مختصرا لنا عقدة القصيدة الكبيرة، ومتحررا من قيود المرادفات والمعاني والوزان الثقيلة، عبر استساغة غنية فريدة طامحة معبرة زاخرة بالقوافي المتعددة الأوجه، منعتقا من العناوين كي لا يوقع قراءه أسرى قصائده المتعددة باعثا في نفوسهم رغبة جامحة إلى الشاعرية على قواعد سهلة ممتعة غير مملة، تقرب إلى الشعر الغنائي أكثر من قربها إلى القصائد العصماء.
وما اختيار الشاعر أغان إلى سيدة الحسن سوى ترجمة حقيقية لصدق المشاعر، ونبل الأحاسيس التي يحملها في ذاته لكل من يرى فيها الحسن، أو من ترى في نفسها جمال الأخلاق قبل جمال القوام أينما وجدت.
من خلال قراءاتنا لقصائد الأمير كمال فرج يتضح لنا قوة الانتماء عنده للأرض وللوطن، فهو إذ يرى في وجه حبيبته ست الحسن وجه بلاده بكل ما فيها من حضارة وجمال وعنفوان وتاريخ زاخر بالبطولات وماض مجيد ومستقبل مشرق، فلا تقتصر مقارنته لها في مجال واحد، لأنه أحيانا مايجد في وجهها إشراقة شمس وضوء قمر. وفي عينيها زرقة بحر، وفي شعرها ليل حالم، وفي قامتها عنفوان أمة، وفي نضجها استقامة حياة.
الأمير كمال فرج أمير في شعره وصفا وسبكا وأوزانا وقافية. في خماسياته المائة والسبع مشاريع قصائد كبيرة يعب الفكر منها ما يشاء، وينتقل معها إلى حيث يريد الشاعر أن يأخذنا في سفر بعيد مع ست الحسن، لا بل مع كل حسناوات بلادنا العربية، وما أكثرهم وما أجملهم.
وإذا ما أسرف الشاعر الأمير كمال فرج في الوصف، وفي تعدد القصائد فلأن الجمال العربي لا يزال يستحق هذا التعب وهذا الجهد.
في أسلوب الأمير كمال فرج دعوة لبناء الشعر في قالب جديد وأسلوب فريد يبقينا على القافية وأوزانها، ويبعدنا عن الضياع في الحداثة اللامتناهية، والعودة إلى القصيدة والنغم الشاعري الذي يسكن كلماتها.
*نشرت بمجلة "خلود" اللبنانية ـ العدد 221 ـ 1998