تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



آه منك يازمان الزنب | الأمير كمال فرج


يطلق عليها العامة "زنبة" أو "زمبة" بالميم ، والزنبة من "الزَّبان" وهو شوكة في مؤخرة العقرب أو النحلة أو الدبُّور تلسع الإنسان فتؤلمه، وربما تقتله، وكعادة الحس العامي في تحريف التعبيرات لتكون أكثر طرافة وسخرية، فإن البعض يطلق عليها "زمبوك"، وأحياناً "مهموز"..!

 وهناك فئة أخرى من العامة تُطلق عليها "إسفين" بكسر الألف ، وهي القطعة التي تثبت بالحائط لكي نتمكن من تثبيت المسمار به، ولها عند العامة أيضاَ مترادفات منها "الخازوق"، وهو آلة جهنمية حادة كانت فيما مضى تستخدم في الإعدام، بحيث يجلس عليها الشخص، فيدخل سن مدبب في جسده حتى يخرج من رأسه، وقد أعدم المستعمرون الفرنسيون بها المناضل سليمان الحلبي الذي قتل كليبر قائد الغزوة الفرنسية على مصر، وفي الخمسينيات كانت "الخازوق" مجلة للعامية الساخرة على غرار مجلة "البعكوكة"، تنشر العديد من الأعمال الزجلية التي تهاجم المحتل الإنجليزي .

 وتختلف مسميات "الزُّنبة" في اللهجات المختلفة، ففي المغرب يسمونها "قولبهْ"، وفي الخليج يُطلقون عليها "منكح"، وفي بلدان أخرى "مقلب"، أو "فصل"، وفي اللغة العربية تُسمى "وشاية"، وهي الفرية أو الكذبة التي يطلقها شخص على آخر بغرض الانتقاص من قدره، والإساءة إليه، وهي غالباً ما تكون نقيصة، أو رواية مكذوبة من وحي الخيال يدبِّجها الواشي، ويلصقها بغريمه .
 
و"الزُّنبة" سلوك اجتماعي شاذ لا يخلو منه أي متجمع، وهو إفراز للصراع الحتمي المستمر بين الخير والشر، والمثقف والجاهل، والإيجابي والسلبي، وهو أحد أدران الشخصية الإنسانية الناتجة عن سوء التربية وقلة الوازع الديني، واهتزاز السلوك، وضعف الشخصية، والمتأمل في المجتمع – أي مجتمع – سيكتشف تفشي هذه الظاهرة بدرجات مختلفة.. في المنزل وفي المدرسة وفي العمل .. وفي كل موقع.

 والواشي دائماً شخص ضعيف ، مهزوز يشعر بنقص ما لا يستطيع التكيف مع المجتمع وهو يحاول دائماً تعويض هذا النقص ليُحقق سلامه النفسي المنشود، ولا سبيل إلى ذلك لديه سوى الوشاية بالآخرين.

 والمشكلة – في رأيي – لا تمكن في الواشي فقط ، وإنما تكمن بصورة أكبر في الطرف الآخر وهو متلقي الوشاية ، فكثير من الناس يتأثرون بالوشاية ويصدقونها، وهناك من هم أسوأ من ذلك، وهم أناس لا يستطيعون تكوين رأيهم الخاص، ويعتمدون دائماً على آراء الآخرين ، آذانهم مفتوحة طوال اليوم كالستالايت لاستقبال أي وشاية واستيعابها والعمل بموجبها، يقول المثل "الزَّن على الودان أمرُّ من السحر..!"، وفي رواية أخرى "الزَّن على الودان يخرب البيوت"، ومع وجود هذه النماذج السيئة توجد على الجانب الآخر فئة واعية مثقفة ترفض الوشاية، ولا تعتد بها. بل تبادر بلفظ الواشي وردعه.

 والزُّنبة تستهدف دائماً الناجحين المميزين القادرين على لفت الانتباه بأعمالهم المميزة، لذلك يمكن القول أنها أحد ضرائب النجاح، والإنسان الذكي يرمي خلفه كل ذلك، ولا يهتم بالزُّنب ويستمر في تميزه وتفوقه.

 و"الزُّنبة" عمل وضيع يضر بالآخرين ويسيء إليهم، وفي حياتنا العامة كم من شخص مميز أساءت إليه وشاية من زميل، وكم من عاشق فَرَّقَ بينه وبين محبوبته تَخرُّص عذول، بل إن الخطر في بعض الأحيان يكون أشمل وأعم ، حيث يصيب المجتمع ككل عندما يطلق أحدهم إشاعة تتعلق بالوطن تسري كالنار في الهشيم .

 وعالج الإسلام هذه النقطة في النفس الإنسانية، يقول الله تعالى في كتابة الحكيم يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، يقول تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان- الحجرات (11)، ويقول تعالى يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميْتاً فكرهتموه، واتقوا الله إن الله توابٌ رحيم - الحجرات (12).

ونظراً للضرر الكبير الذي تفعله الزُّنبة في المجتمع، يجب علينا جميعاً مقاومتها، والتصدي لمطلقها ومروِّجها، بل يجب أن يتعدى رد الفعل ذلك فنعاقب الواشي، ونعلقه من رجليه..!

الزُّنبة عمل سييء، وأسوأ منه هو متلقي الزُّنبة نفسه الذي يصدق أي شيء، و"يطرطق" آذانه للآخرين..!
تاريخ الإضافة: 2014-04-28 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1355
1      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات