دبي: الأمير كمال فرج.
تجربة مثيرة أن تصعد إلى أعلى نقطة في العالم بناها "الإنسان"،.. ولكن الإثارة هنا ليست فقط بسبب الترفيه الذي ينتابك وأنت داخل مصعد يرتفع بطريقة غير اعتيادية وكأنه "مكوك فضائي"، الإثارة الحقيقية هنا هي "إنجاز الإنسان" الذي كلف بإعمار الأرض.. كان ذلك شعوري وأنا أصعد "برج خليفة" في دبي أعلى مبنى في العالم، وفقا للتصنيف الدولي حتى أكتوبر 2012.
محمد يونس (مسؤول العلاقات العامة بالبرج) قال: "بدأ العمل في البرج في 21 سبتمبر 2004 وافتتح في 4 يناير 2010، وبلغت تكلفته الإجمالية 1.5 مليار دولار، وهو يتكون من 200 طابق، منها 160 طابقا مأهولا، وتقع شرفة البرج التي يصل إليها الزوار في الطابق 124.
وأضاف أن "الجولة إلى قمة البرج تبدأ من صالة الاستقبال في الطابق الأرضي السفلي لمركز دبي مول المقابل للبرج. حيث تقدم معرضا عن قصة بناء البرج، ثم ينتقل الزائر بناقل كهربي طوله 65 متراً إلى المصاعد، ليستقل مصعدا عمودياً بسرعة 10 أمتار في الثانية"، مشيرا إلى وجود شرفة خارجية أعلى البرج تسمح برؤية أفضل، وأجهزة تلسكوب خاصة، كما توجد محلات لشراء التذكارات الخاصة.
سعر التذكرة يبلغ 400 درهم للدخول الفوري، و100 درهم للحاجزين عبر الإنترنت، ولكن المسؤولون عن البرج نظموا لي جولة بلا حجز، أو موعد مسبق.
المشاهدة من هذا الارتفاع الشاهق تتيح للزائر ميزة جديدة، إذ تسمح له بالمقارنة بين دبي المدينة الاقتصادية الطموحة المتوثبة التى تسعى لتحقيق الأرقام القياسية، والتي تتمثل في ناطحات السحاب والبنايات الزجاجية العملاقة، ودبي القديمة التي لم تزل تأبى الخروج من ذاكرة المكان، وتتمثل في مساحات شاسعة من الصحراء والبيوت القديمة التي تصر على بداوتها.
"البرج" يدعو إلى "الفخر"، لأنه في أرض عربية، وما يدعو للزهو دخول شركة المملكة القابضة مجال المنافسة، وإعلانها البدء في بناء البرج الأعلى في العالم في جدة بطول 1000 متر، ويستغرق ذلك 36 شهرا.
المذيع السويدي أندريا سباترسون كان على القمة منهمكا في إجراء أحاديث تلفزيونية مع الزوار، بينما زميلته المصورة منهمكة في تصوير دبى من أعلى، قال سباترسون لـ "الوطن" إنه "سعيد بالتواجد في دبي، وإعداد تقرير عن أعلى برج في العالم. المواطنون في بلدى متوقون لمعرفة المزيد عن حضارتكم وإنجازاتكم".
وعندما أبلغناه باعتزام شركة سعودية إنشاء برج أعلى، قال "هذا شيء جميل، ونتطلع لرؤية هذا المعلم الحضاري الجديد"، مشيدا بالإرادة العربية القادرة على تشييد هذه الأعمال المتفردة في العالم. الزوار أعلى البرج من جنسيات عدة، أميركية وصينية ودنماركية وغيرها. القاسم المشترك بين هؤلاء الانبهار بالبرج، والحرص على التقاط صور تذكارية في هذا المعلم الفريد على مستوى العالم.
محمد المسيري (مقيم مصري يصطحب زوجته) قال: إنه حرص بمجرد قدوم زوجته على اصطحابها لزيارة البرج، والاستمتاع بهذه التجربة المتميزة، مشيرا إلى أنه حجز عن طريق الإنترنت، لكنه انتقد ارتفاع أسعار الدخول، وطالب بتخفيضات خاصة لتشجيع المزيد من السياح والمقيمين على زيارة المكان.