في كل يوم وفي بقاع عديدة من العالم يقتل أبرياء . تضربهم آلة الحرب الشيطانية بلا رحمة، يأخذهم على حين غرة سعار القاتل المجنون. أسرة تتحلق حول "طابلية" العشاء فرقتهم إلى الأبد .. قنبلة، طفلة تجلس على طاولة الفصل مزهوة بشريطتها الملونة طمرتها عدا رأسها ـ قذيفة موجهة.
آلاف البشر يسقطون كالدجاج في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها.. دون أن تهتز شعرة، أو تتأثر جارحة. لقد أصبح القتل فعلا عاديا كاحتساء القهوة وتمارين الصباح.
اغتيال بريء دليل على فشل العالم في حماية أبسط شيء وهو الإنسان. فشله في الحفاظ على القيم التي يستمد منها مبررات وجوده على هذه الأرض، فالقتيل ليس حيوانا نافقا في غابة. أو عصفورا ضربته بندقية صياد .. أو ثورا تضربه سهام الميتادور. القتيل بشر مثلي ومثلك.. له نفس العينين، ونفس العقل، ونفس الأحلام، ونفس البراءة، فكيف طاوعتكم قلوبكم بني الإنسان لكي تقفوا في المنصة تتفرجون على طقوس قتلي وذبحي؟
كيف يسمح العالم بإذهاق روح بهذه البساطة؟. كيف وصلت البشرية إلى هذا الحضيض والوضاعة والخسة والقذارة؟. لقد عاد قانون الغابة والعصر الحجري الذي يقتل فيه القوي الضعيف.
القتلة يجوبون الشوارع وينشرون رائحة الدمار، والموت يحتل المدارس والبيوت وأعمدة الإنارة، والعالم يكتفي بالشجب والاستنكار، والأمم المتحدة تتعلل بـ "عدم الاختصاص"..!
أيها المتفرج المستغرق في مشاهدة سيناريو الدم. تتابع بانتشاء إيقاع الأشلاء. تنبه فالفصول أربعة، وربما تكون أنت نفسك مشهدا في مسرحية مقبلة. وأوصالك وجبة شهية على مائدة القتلة..!