ما بين ناقل المعلومات القديم الذي كان يستخدم منذ 15 عاما في نقل البيانات بين أجهزة الكمبيوتر، والذي كان يزن ما يقرب من ربع كيلو، وكانت سعته 120 KB فقط، وبين تقنية البلوراي Blu-ray التي ظهرت في اليابان مؤخرا، والتي تتيح قدرة تخزين تصل إلى 300 جيجا.. بين هذا وذاك قفزة هائلة، في هذه الفترة ظهر الفلوبي ديسك بسعة 1.4 MB، ثم جاء القرص المدمج CD بسعته الهائلة ـ حينئذ ـ والتي تصل إلى 700 KB ـ ثم ظهر الـ DVD الذي يسع 7 جيجا، وهي 10 أضعاف سعة الـ CD.
الآن تبشرنا التقنية بوصول تقنية البلوراي التي تتيح تخزين كميات هائلة تصل إلى 300 جيجا على CD واحد، بوزن الريشة ، وهو ما يمثل تقريبا 42 ضعفا لتقنية الـ DVD ، ومثل ذلك كثير من التقنيات التي تطورت بسرعة المكوك الفضائي، وحقق العلماء من خلالها نتائج مدهشة.
هذا نموذج واحد لاختراع واحد لإيقاع التطور، يعطينا فكرة عن سرعة تطور التقنية، وإذا كان هذا التطور الرهيب حدث في 15 عاما فقط، فماذا يحدث بعد 100 عام؟.
التطور التقني السريع يجب أن يواكبه تخطيط لتقنية المستقبل، فعن طريق هذا التخطيط يمكننا أن نضع تصورا للشوارع والمدن والمصانع ووسائل الاتصال والعلاقات الإنسانية.. بوسعنا عن طريق التخطيط رسم تصور تقريبي للعالم الجديد الذي سيعيش فيه أحفادنا .. سيكون أشبه بعالم الفضاء الذي تصوره أفلام الخيال العلمي، والأهم تهيئة أبنائنا لهذا العالم الأسطوري الغريب.
فلنبدأ ونخطط معا لمستقبل التقنية الجميل، ونستعد لهذا العالم المدهش العجيب القريب .. القادم لامحالة.