تطالعنا وكالات الأنباء يوميا بأخبار عن دراسات مختلفة أجريت هنا وهناك في بلاد الله الواسعة، وتتلقف الصحف ووسائل الإعلام هذه الأخبار وتنشرها على الملأ، ويقرأها ويستمع إليها الناس، وبالطبع يتأثرون بها، ليس ذلك فقط. بل يطبقون نتائجها حرفيا على أنفسهم.
فهذه دراسة تعدد فوائد الأناناس لمرضى ضغط الدم، وهذه أخرى تتحدث عن مزايا الشاي الأخضر في التخسيس، وهذه ثالثة تؤكد دور البروكلي في الوقاية من السرطان، والغريب فعلا أن المتابع العادي يلاحظ أن بعض الدراسات المعلنة يناقض بعضها الآخر، فهذه دراسة تؤكد فوائد الماء في التخسيس والكلى، ودراسة أخرى تحذر من الإفراط في شرب الماء وتؤكد أنه "يمكن ان يؤدي إلى الوفاة"..!
النتيجة التي تتوصل إليها دراسة ما ليست مطلقة، ولكنها نتيجة مقيدة بعينة معينة وشرائح بحثية مختلفة، واعتبارات لا يعلمها إلا الباحثون، وقد تكون هذه النتيجة حلقة ناقصة من حلقات تالية.
لا نقلل من جهود الباحثين، ولكن المطلوب نقطة نظام أمام سيل الدراسات الذي يعلن على الملأ ويصدقها الناس، ويطبقونها على أنفسهم دون أن يتأكدوا من جدواها الحقيقية، وهنا أقترح أن تصنف الدراسات إلى أنواع : الأول دراسة بحثية ينصح بتطبيقها، لمرورها بالمراحل اللازمة حتى النتيجة النهائية، والثاني دراسة بحثية لا ينصح بتطبيقها لأنها ـ رغم نتائجها ـ مازالت حلقة من حلقات البحث تحتاج إلى المقارنة والتأكيد.
اقتراح آخر وهو إنشاء هيئة دولية تعني بتجميع الدراسات الطبية الصالحة للتطبيق، وإصدار نشرة صحية دولية عنها بلغات مختلفة، حتى يتمكن الإنسان من الاستفادة منها، بدون توجس أو خيفة.