عادة ما يحرص الباعة على المناداة على بضاعتهم، للتعريف بها، وتشجيع الناس على شرائها، ويتم ذلك بأجمل الألقاب، بائع الطماطم يصفها بحمراء الخدود، وبائع البطيخ ينادي ويقول "أحمر وحلاوة"، وبائعة الملوخية تنادي وتقول "الملوخية.. تخلي العجوز صبية".
هذا هو المفهوم البسيط للتسويق، الذي أصبح في العصر الحديث علما يدرس، ومنهجا من مناهج الإدارة التي تحرص الشركات الكبرى على تطبيقها، ويرصدون لها مبالغ فلكية.
ولكن مازال "التسويق" كعلم ومنهج رغم التطور لا يتعدى حدود العمل التجاري ومكاتب الشركات، بينما التسويق كوظيفة وهدف مطلوب في كافة المجالات، مطلوب في الرياضة والفن والسياسة والبورصة ومدارس الأطفال والعلاقات الاجتماعية، التسويق مطلوب لترويج أي شيء، حتى القيم الجميلة في الحياة تحتاج إلى تسويق وترويج.
الرسالة الإسلامية نفسها أحد عناصرها التعريف والترويج والدعوة، وفي الإسلام أحاديث وآيات كثيرة تدعو إلى الدعوة بـ " الحكمة والموعظة الحسنة" ، كأدوات ترغيب وتحبيب للمسلم وغير المسلم، (ولو كنت فظا غليظ القول لانفضوا من حولك)، هذا هو نفسه التسويق بمعناه المعاصر.
ولكن الغريب أن تظل كلمة "تسويق" في الوقت الراهن كلمة سيئة السمعة، مقرونة دائما بالمال والتجارة وفي بعض الأحيان بالنصب!.
نحن بحاجة إلى إدخال عنصر التسويق في القيم الجميلة، للتعريف بها وترويجها لدى الناس، لايكفي أن يكون المعنى جميلا ونبيلا وموضوعا على "الرف"، المهم كيفية إبراز مزاياه ومحاسنه وترويجه وتسويقه للناس، ولنستفد من البائع البسيط في طريقة تسويقه لبضاعته، ونبدأ عملية تسويق القيم الجميلة، وسترون معي النتائج المدهشة.