يولى الآباء العرب أهمية قصوى بتربية أبنائهم، حيث يقدس النظام الاجتماعي العربي مفهوم العائلة، من هنا كان الترابط الطبيعي بين الآباء وأبنائهم، وما زالت الرعاية الأبوية لدى العرب تستمر لأبنائهم حتى لو تزوجوا وانتقلوا إلى بيوت مستقلة، وهذا عكس النمط الغربي الذي يدفع الابن إلى الاستقلال عن الأسرة في أول فرصة.
ولكن الكثيرون يجهلون جانبا من أهم الجوانب التربوية، وهو التربية العاطفية، وهي التربية المتعلقة بالحب والجنس والزواج والأسرة، وهي كلها عناصر ضرورية في حياة كل إنسان.
ليس ذلك فقط ، ولكن الكثيرون يمارسون التشويه النفسي للأبناء بإمدادهم بمعلومات خاطئة عن الحب والجنس الآخر، يقدمونها لهم في إطار الترهيب والتخويف، وذلك تحت دعوى الالتزام والعادات والتقاليد، وهم يعتقدون أنهم بذلك يمنعونهم من الوقوع في الخطأ، فينمو الطفل وهو محمل بمجموعة من العقد تجاه الجنس الآخر، تحتاج إلى مجموعة من الخبراء النفسانيين لحلها، وذلك ينعكس لاشك على أسلوب تعاطيه مع المرأة، ويظهر في حالات العنف الأسري التي تتفاقم في مجتمعنا يوما بعد يوم.
التربية العاطفية تعني إمداد الابن أو الإبنة بمعلومات متدرجة عن الجنس الآخر، والفروق بين الجنسين وطبيعة كل جنس، والحب كعاطفة إنسانية رفيعة، والسبل الكفيلة بالحفاظ على هذه المشاعر نقية نبيلة، والمضمار الطبيعي للحب وهو الزواج، والجنس المشروع وضوابطه وآدابه، والزواج وطبيعته والمسؤولية التي تقع على كل طرف، ولكن الكثيرون لا يعترفون بذلك، ويصرون على تخويف وترهيب أبنائهم من وحش خرافي هو الجنس الآخر.