لا يتعرض أحد في المجتمع العربي للظلم كما تتعرض "الزوجة"، فمع صور الظلم والتهميش والإقصاء التي تكثر تجاه المرأة عموما، تحصد الزوجة العربية النصيب الأكبر من الظلم والجور والغبن.
السبب الفهم الخاطيء لمعنى القوامة والرجولة، فالبعض يعتبر القوامة تفويضا بالجور والتسلط والإهمال والإذلال والانتهاك والعنف والاستيلاء على الحقوق والممتلكات. البعض يعتبر القوامة تصريحا مفتوحا بالقتل، القتل المعنوي الذي لا يختلف في حقيقته عن قتل الجسد. بينما القوامة الحقيقية تشريف ومسؤولية وأمانة.
كرم الإسلام الزوجة، وأكد على دور الزوجة الصالحة في بناء وصلاح المجتمع المسلم، وهناك الكثير من الآيات والأحاديث ومواقف السيرة النبوية التي تأمر بالمعاملة الحسنة للزوجة، وتؤكد حقوقها على الزوج المسلم.
ولكن ما حدث أننا تركنا جوهر الدين وأوامره، وأصغينا لعادات ومواريث اجتماعية، وتعاملنا مع الزوجة كعورة يجب إخفاءها، كطائر مسكين يرقص مذبوحا من الألم، كتب عليه أن يعيش حياته في "قفص" الزوجية، تعاملنا معها كتابعة، أجيرة، لا تختلف عن المتاع والبعير، تعاملنا معها كآلة للمتعة والإنجاب والطهي والتنظيف.
الزوجة هي الحبيبة والأم والراعية والحافظة ومربية الأجيال، والوطن، وعشرة العمر الجميل. إذا صلحت صلحت الأسرة، وإذا فسدت فسدت الأسرة، وهي العنصر الأساس في عملية الإصلاح الاجتماعي، لأن المرأة قادرة على إصلاح الزوج وإصلاح الأبناء وإصلاح المجتمع، والعكس ليس مستحيلا، ولكنه صعب.
يجب أن تستعيد الزوجة حقوقها التي منحها لها الإسلام، حقها في البوح والعمل والاختيار، يجب أن تستعيد حنجرتها التي صادرناها بصك الزواج، ومستقبلها الذي ألغيناه باسم التقاليد، تستعيد حقها في الصراخ والركض بحرية تحت المطر.