يأتي العيد ويمضى ولا تهتز في الرأس شعرة، ولا تخفق في الجسد جارحة، يتبادل الناس التهاني، وتعلو الرايات والزينات الملونة، ويركض الأطفال فرحين خلف البالونات، ولا ترتسم على الوجه المكفهر "بسمة"، الوجه العابس هو.. هو، والحالة النفسية كما هي، والطقوس اليومية كما هي. لا شيء إلا جبين مقتطب و"تكشيرة" بحجم الذراع، وليس لدينا ما نردده سوى البيت الشهير الذي يرسخ التوجس الدائم من الفرح "عيد بأية حالٍ عدت ياعيدُ .. بما مضى أم بأمر فيكَ تجديدُ".
الواقع يظهر أن الكثيرين لا يتأثرون بالعيد، يقابلونه بملامح صلبة جامدة خالية من الحياة، ويمضى العيد عليهم كغيره من الأيام رتيبا مملا، والمشكلة تكمن في كثير من الأحيان في جهل الكثيرين بـ "ثقافة الفرح"، وهي ثقافة تعني ببساطة "كيف أسعد وأبتهج؟، وما هي السبل والأدوات التي تحقق لي ذلك؟"، وتكون النتيجة ضياع العمر الجميل من أيديهم كرماد بعثرته الرياح.
من المهم أن نتعلم كيفية الترويح عن النفس وزرع البسمة في كل مكان، أن نتعلم كيف نمارس البهجة والفرح. نمزح ونلقى النكات ونضحك من القلب حتى تحمر وجوهنا وتدمع عيوننا، يجب أن ندرك أهمية الفرح، وأنه أكسير الحياة الذي يجعلنا نعيش أصحاء نفسيا وبدنيا، وأن نؤمن أن "الترفيه" صناعة لها روادها وخبراؤها، وأن ندعمها بالخبرات والاستثمارات.
العيد منحة إلهية، والاحتفاء به ليس فقط واجب ديني، ولكنه أيضا واجب اجتماعي وإنساني، يضفي على المرء روحا متجددة، تساعده على البقاء، والجهل بكيفية ممارسته جهل بالحياة.
تاريخ الإضافة: 2014-04-17تعليق: 0عدد المشاهدات :1210