لست أدري من صاحب براءة اختراع بطاقات الائتمان، من ذلك الفذ الذي توصل أخيرا إلى المكسب السريع، بلا تعب أو عمل، ويتاجر بسلعة لا تخطر على البال وهي الأموال.
الناظر لبطاقات الائتمان لأول وهلة لن يرى فيها إلا الحصول على الأموال في غمضة عين، وهي ميزة تستغل الرغبة في الاستحواذ والامتلاك والتطلب والجشع، وهي رغبات موجودة داخل كل إنسان، ولكنك إذا أمعنت النظر فستكتشف أن هذه الأموال ـ ببساطة ـ ليست ملكا لك.
بطاقات الائتمان صورة من صور الاستعمار المالي القادر على التحكم بك كالريموت كنترول عن بعد، مقصلة تضع رأسك فيها مبتسما، معتقدا أنها إكليل الغار، وعندما تفيق، وتحاول التراجع، تكتشف الطوق الحديدي في رقبتك، رمال متحركة كلما حاولت التخلص منها، غاصت قدماك أكثر.
نحتاج دراسة اجتماعية تكشف التأثير السلبي لبطاقات الائتمان على الأسرة العربية، وكيف حولت ملايين الأسر "المستورة" إلى أسر تكبلها الديون والأقساط.
نحن بحاجة إلى بديل عربي إسلامي لبطاقات الائتمان، مبني على أسس التكافل الإسلامي، بديل نعرف أصله وفصله، لا يقدم لنا الأموال والقروض والحبل الذي نطوق به أعناقنا، ولكن يقدم لنا ثقافة إدارة المال، واستغلال الإمكانيات، وأساليب الاقتصاد المنزلي، التي تساعد الفرد وتعين الأسرة وتبني المجتمع.