نحن مسلمون محافظون، نصلي ونزكي ونتمسك بالكتاب والسنة، وفي الوقت نفسه نأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا، باختصار نحن محافظون مستنيرون، وفي هذا الإطار نؤمن بدور الفن في الترفيه والتسلية والتعليم والارتقاء بالشعوب، ولكن الناظر لواقع الفن العربي الآن، سيكتشف أن أنماطا كثيرة من الفن أصبحت أدوات للهدم، بدلا من أن تكون أدوات للبناء، وأصبح الفن في بعض أشكالة أداة خبيثة للغواية وإفساد المجتمع.
المشاهد العارية والكلمات الهابطة التي تقدمها الأغاني المصورة، وعملية "تجميل القبح" التي تتم كثيرا من خلال أفلام تقدم نماذج غير أخلاقية بشكل مثالي، والبرامج التي "تروج" و"تعرب" أو على الأقل "تقدم بحياد" أنماطا شاذة من العلاقات مثل البوي فرند والعلاقات المثلية.. دون تعليق أو توجيه، على سبيل أن كل شيء "عادي" .. كلها نماذج من هذا الفن الرديء.
دس العادات الاجتماعية الخاطئة في برامج وأعمال سينمائية ودرامية وفقا لأسلوب "شاهدوا وقلدوا" أشبه بدس للسم في العسل، وخطر أخلاقي وإشعاعي نتعرض له ليل نهار، له آثار سلبية مدمرة على المجتمع لا تظهر إلا على المدى البعيد.
المعيار الأخلاقي معيار إنساني عام، وهو لا يتعارض ـ كما يود البعض أن يصور ـ مع قيم الفن والإبداع، لذا يجب أن يظل الفن وسيلة إيجابية لبناء الإنسان، وإذا خالف ذلك يجب أن نرفضه ونقاطعه.