مجلة الحائط نوع من الصحافة، ورغم الإمكانات البسيطة والتأثير المحدود كان له دوره في العملية التعليمية والتربوية، وفيها كان المعدون من التلاميذ يختارون في البداية عنوانا لمجلتهم مثل "شعاع" أو "المسيرة" أو "الإيمان" ، ويخصصون مساحات وزوايا ملونة لنشر القصص والقصائد وفقرات المعلومات "هل تعلم" و "صدق أولا تصدق"، وغيرها من الزوايا العفوية البسيطة التي تجذب التلاميذ للإطلاع على الواقف على محتوياتها. وكان التلميذ هو محرر المجلة ومخرجها الفني ورئيس تحريرها.
في المرحلة الإبتدائية كنت رئيسا ما يسمى "جماعة الصحافة" في المدلارسة، وفي هذه الأيام كانت توجد مسؤولة للصحافة المدرسية تتولى رعاية هواة الصحافة من النشء، وفي بعض الأحيان كانت المدارس تصدر نشرات بسيطة بطريقة "الماستر" بالأبيض والأسود تحتوى على أخبار ومعلومات ومقابلات.
كانت الصحافة المدرسية عنصرا أساسيا في الأنشطة اللاصفية، كالإذاعة المدرسية والرحلات والموسيقى وحصص المجالات والأشغال التي كان تندرج تحتها الرسم والزراعة والألعاب، وقدم هذا النوع البسيط من الصحافة العديد من المواهب الذين أصبحوا صحفيين كبار يديرون صحفا حقيقية من لحم ودم وحبر وأوراق.
ولكن مع كثرة المدارس وزحمة الفصول تراجع الاهتمام بالصحافة المدرسية، وانقطع بذلك رافد مهم لموهوبين في الكتابة والرسم والخط العربي، وانقطع دعم لوجستي من الصحفيين الصغار.
الصحافة المدرسية ليست مجرد نشاط مدرسي، ولكنها تدريب عملي مبكر جدا يمنح الطفل الثقة والقدرة على التعبير وحرية الرأي واحترام الآخر، والتواصل مع الناس، وهذه عناصر أساسية للشخصية السوية.
يجب أن نعيد للصحافة المدرسية مكانتها، وأن تحظى بنصيبها من التطور التقني، وأن يكون لكل مدرسة مطبوعة صحفية تساهم في تنفيذ السياسة التعليمية بأسلوب تفاعلي جذاب، إضافة إلى دورها المستقبلي المهم في دعم صاحبة الجلالة "الصحافة" بالمواهب والكفاءات.