تحرص الكثير من الدول العربية على إدراج اللغة الثانية في المناهج الدراسية بدءا من المرحلة المتوسطة، ويفضل بعض الآباء ضم أبنائهم لمدارس اللغات، لأهداف شكلية أحيانا بدراسة الأبناء في مدارس"خاصة" تتسم كما تقول مسمياتها بـ "العالمية"، وموضوعية أحيانا أخرى، حرصا على مستوى تعليمي أفضل لأبنائهم يضمن لهم وظائف مرموقة.
اللغة الثانية أصبحت ضرورة في عصر العولمة التي جعلت العالم كيانا واحدا متشابك العلاقات والمصائر، والتطور التقني الهائل الذي جعل العالم "جهازا صغيرا".
وإذا كان الكمبيوتر هو نجم العصر الحالي، ومن لا يتقنه يعتبر أميا، فإن اللغة الثانية ستكون نجم العصر المقبل، من لا يتقنها سيصبح كرجل الغابة الذي دخل المدينة، يتحدث ولا يفهمه أحد.
العلوم الحديثة والإنترنت والطب والأدوية والتكنولوجيا وحجوزات السفر، والأجهزة الكهربية، والسياسة العالمية، وغيرها، كلها بلغات أجنبية، وكثير من المواطنين "يفهمون" بالترجمة أحيانا وبالإشارات أحيانا أخرى.
النهضة الحقيقية التي يحلم العالم العربي بها، أحد أهم مفاتيحها إتقان لغات أخرى، لذلك يجب تهيئة وعي عام بأهمية إتقان الأطفال لغة ثانية وثالثة ورابعة، وأن يبدأ الآباء في تعليم أبنائهم لغة ثانية بدءا من سن الرابعة.
إتقان اللغات الأخرى مهم لحاضرنا ومستقبلنا، والوقوف على خط واحد من الفهم والعيش المشترك مع العالم.