الزينة جزء من شخصية المرأة، نعم، والسعي للجمال جزء من طبيعتها كأنثى مرغوبة، يخطبها الرجال.. لا اعتراض، ولكن ما حدود تجميل المرأة.
الناظر للواقع، سيكتشف أن التجميل لم يعد تزيينا وتجميلا، ولكنه أصبح تغييرا وتعديلا و"إعادة تشكيل"، لقد أصبح التجميل إخفاء للملامح الأصلية، وتقديم ملامح مختلفة تماماً، تدخل الفتاة صالون التجميل، سوداء الشعر، بنية العينين، سمراء البشرة، فتخرج شقراء، بعينين خضراوين، بيضاء، وكما يقول المثل "لبس البوصة.. تبقى عروسة".
في الماضي كانت زينة النساء تنحصر في الحلي، وكانت وسائل التجميل بسيطة كالحناء، أو قرص الخدود لجعلها وردية، والكحل لإبراز جمال العينين، واستخدام "التوكة" لضم الشعر.
وكانت الفتيات يبدعن في عمل الضفائر، الكبيرة والصغيرة، وكانت الأمهات يعقصن شعر البنات بتسريحات بسيطة كذيل الحصان والـ"قطتين" والـ"كعكة"، أما وسيلة التجميل الوحيدة للرجال فكانت ارتداء الطاقية لفترة معينة، لفرد الشعر، وسائل تجميل عفوية بسيطة، تبرز الجمال ولا تصنعه.
أما الآن فقد تعددت وسائل التجميل، وغدت نصف ميزانية الرجال تذهب لمستحضرات التجميل، واختفت سمات الجمال الشرقي الذي أنطق الشعراء على مر العصور، وارتفع الشعار المستفز "امرأة جديدة كل يوم".
نحن لا نعترض على التجمل والتزين، ولكن بشرط ألا يكون التجميل تزويرا واحتيالا وتزييفا للحقيقة.