الحب عاطفة إنسانية طبيعية، غريزة إيجابية تدفع المرء إلى البناء وإعمار الأرض، ولكن البعض يرفض هذه الصفة الإنسانية، ويحيطها ـ كحقول الألغام ـ بإشارات التحذير، معتبرا أنها تتنافى مع الأخلاق، والبعض يربط بين الحب بمعاني قبيحة كالفساد والانحلال والرذيلة، ـ والعياذ بالله ـ ، وبعضهم أورد في أدبياته كلمة "الحب" مرادفة لكلمة "الجنس".
يحدث ذلك رغم أن الإسلام أعلى من قيمة الحب، وقدر العاطفة والمشاعر، الإسلام العظيم احترم الحب كعاطفة حتى للأنثى، ولكنه قوم وهذب هذه العاطفة، وحدد لنا الحلال والحرام، وجعل الزواج " إطارا شرعيا" لها.
ولدينا في موقف الرسول الكريم قدوة عندما دخل عليه في المسجد كعب بن زهير الذي كان الرسول قد أهدر دمه، وأراد أن يلقى قصيدة معتذرا للرسول، فاعترض الصحابة، فأشار النبي الكريم للشاعر الذي قال قصيدته التي بدأها بالغزل، والتي يقول فيها "بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ/ متيم إثرها لم يفد مكبولُ) ، فأعجب الرسول بالقصيدة، فأهدى الشاعر بردته النبوية.
يجب أن نتعامل مع "الحب" في حياة بناتنا وأبنائنا من هذا المنطلق النبوي الرفيع، وأن لا نصطدم مع مشاعر الأبناء بالنهر والرجز والرفض، ولكن بالتوجيه النبوي والتربوي السليم.