يحتاج كل منا في حياته اليومية إلى أعمال بسيطة كإصلاح الصنبور وتركيب المصابيح والأجهزة الكهربية وضبط الستالايت، وتقع الكثير من الأسر عندما تحتاج شيئا من هذه الأعمال في حيرة حقيقية، والحل الجاهز دائما هو اللجوء للعمال المتخصصين العارفين ببواطن الأمور، والذين يملكون وحدهم الحل الجذري للمشكلة، ويترتب على ذلك الوقت والمال، والمخاطرة بدخول غرباء إلى المنزل، وإذا تأملت في حقيقة هذه الأعمال ستجد أنها أعمال بسيطة يمكن لأي إنسان تأديتها ببعض المعرفة أو ببعض التدريب.
المشكلة ستكون أخف وطأة إذا قدمت الجهات المسؤولة دورات تعليمية للمهارات المنزلية التي يحتاجها كل شخص، فوزارة التعليم مثلا يمكن أن تدرج بين مناهجها منهجا عاما عن المهارات المنزلية تتضمن تقديم المعرفة بالمشكلات الصغيرة التي تواجه الأب والأم والأبناء والتي تستلزم الإصلاح أو الإعداد أو التجهيز، والقنوات الفضائية يمكن أن تقدم برامج لتعليم أفراد الأسرة مهارات كثيرة تختصر الكثير من الوقت والجهد والمال، والهيئات الاجتماعية تقدم دورات متخصصة في الديكور والدهانات والحلاقة والطبخ وإصلاح الأجهزة الكهربية وغيرها من المجالات التي تلبي احتياجات الرجل والمرأة على السواء.
أتذكر أحد الأصدقاء الذي تعلم الحلاقة، وبات يحلق لنفسه وأطفاله في المنزل وأعفى نفسه من الانتظار الممل في صوالين الحلاقة والمبالغ التي يدفعها شهريا، وآخر تعلم إصلاح السباكة، فأصبح يضارع السباكين المتخصصين.
وجود ثقافة مهنية عامة سيساهم بشكل كبير في ترشيد الإنفاق واختصار الوقت والحفاظ على مكتسبات الأسرة، آن الأوان لنقدم للإنسان المعارف التي تخدم احتياجاته الحياتية المباشرة، والتي تؤرق رغم بساطتها الكثير من الأسر.
معرفة العالم تبدأ من معرفة النفس، والمهارات المنزلية والحياتية البسيطة من أولى المعارف التي تحقق فائدة مباشرة للإنسان ، وعلينا جميعا الاهتمام بها.