تعانى المرأة في بلادنا العربية من حزمة من المشاكل، ولكن يحلو للبعض اختزال هذه المشاكل المتعددة في مشكلة واحدة، وهي عدم المساواة بين الرجل والمرأة .
الأمية، والقهر والعنف والمرض والفقر والبطالة والاغتصاب والتحرش الجنسي والتمييز، مشكلات أساسية وجوهرية تعاني منها المرأة في معظم بلادنا العربية، كل هذه المشكلات ملفات ساخنة تأخذ مكانها الوثير منذ سنوات على "الرف".
كل ملف من هذه الملفات يتطلب الطرح والنقاش والمواجهة، ولكن البعض يحلو له فقط الحديث عن قضية المساواة، ربما لما يتسم به هذا الملف من إثارة مردها ربط المرأة ككائن رقيق بالعمل القيادي والسياسي، وربما يرتبط ذلك بمنافع سياسية، وقد يكون السبب في تصدر هذا الملف جميع الملفات ـ بطريقة تدعو للشك والريبة ـ دعوات خارجية غير بريئة لها أجندتها الخاصة.
لا نشكك في أهمية حصول المرأة على المساواة، وأن تشارك مع الرجل جنبا إلى جنب في بناء الوطن، وأن تساهم بفكرها في التخطيط والتنمية، وأن ترتقى في هذا السلم أرقى المراتب، ولكن ماذا تفيد الأوسمة للجائع ؟، وماذا تفيد الوردة لمن يسكن العراء؟.
حقوق المرأة كفلها الإسلام، وسيأتي اليوم الذي تحصل فيه المرأة عليها كافة غير منقوصة، ولكن هناك مبدأ الأولويات، وهناك ملفات أهم يجب المسارعة للتصدى لها بشفافية وموضوعية.