جلد الذات مرض نفسي واجتماعي شائع، وفيه لا يرضى الشخص عن نفسه أبدا. إحساس مستمر بالدونية، وعدم الثقة بالنفس، أخطبوط يطبق على المرء من كل جانب، فلا يستطيع منه الفكاك، ولهذا المرض آثار سلبية على الفرد والمجتمع.
هؤلاء الذين يهوون جلد أنفسهم يرتدون دائما النظارات السوداء. إذا فشل المرء فهذه نهاية العالم، وإذا تعثر مرة فإنها الطامة الكبرى، ولو تأملوا قليلا ، سيكتشفون أن في الكون أشياء أخرى جميلة، وأن الفشل ضروري لتعلم النجاح، والليل دليل على قرب قدوم النهار، ولكل جواد كبوة، وكما يقول الأجداد "الضربة التي لا تميتك تقويك".
هؤلاء الذين يهوون جلد أنفسهم يملكون ذوات زجاجية ضعيفة، قابلة للكسر من أول لمسة وأول تجربة، وهم بذلك يشبهون "سيزيف" الأسطورة الذي حكم عليه أن يحمل صخرة، ويرتقي بها أعلى جبل، وكلما وصل إلى الأعلى سقطت الصخرة ، فأعاد الكرّة من جديد.
وفي هذا العصر تعدى جلد الذات الأشخاص إلى المجتمعات والدول، والأمم ، حتى أصبح "هواية عربية"، وقد ساعد على تفشى هذا الشعور القومي، أعداؤنا الذين غرسوا فينا العجز والوهن وثقافة الهزيمة، رغم القدرات الهائلة التي نملكها.
اليأس أخطر مرض اجتماعي يمكن أن يصيب الأفراد والشعوب والأمم، وعلينا جميعا مواجهته بمضادات اليأس .. الثقة والتفاؤل والأمل.