تختلف الوجوه والألوان والأعراق والألسن والجغرافيا والاعتقادات والأيديولوجيا والعادات، ولكن يبقى الإنسان واحدا كما خلقه الله، وكلفة بأعظم تكليف وهو إعمار الأرض.
الإنسان يبقى واحدا. العيون واحدة والعقول واحدة، لا أحد يزيد قدما أو إصبعا عن الآخر، وليس هناك شعب يتميز أفراده بثلاثة أعين، أو أربعة أيادى تمكنه من الأعمال الخارقة. نتنفس بطريقة واحدة . ليس منا من يتمتع بخياشيم كالأسماك،. نولد بطريقة واحدة، فليس هناك من خرج من بيضة، ونموت أيضا بكيفية واحدة. لذلك فإن وحدة العالم فكرة جديرة بالبحث والتطبيق.
قد تكون الفكرة فانتازية، صادمة، ولكنها ـ رغم غرابتها ـ قابلة للتحول إلى واقع، بل هي بالفعل فكرة حية، كالكائنات الدقيقة تتحرك ببطء لا تلحظه العين المجردة، في طريقها لتكون واقعا في المستقبل البعيد غير المنظور.
الإنترنت ومنظمة التجارة العالمية، أحداث 11 سبتمبر، وغزو العراق وأفغانستان، والرسوم المسيئة، والهجرة، والوحدة الأوروبية، والإرهاب، والأمم المتحدة، والسوق الحر، وإنفلونزا الطيور والاحتباس الحراري .. كلها ملفات تدل على أن شعوب العالم شعب واحد كبير تتلاقى ـ كلعبة المتاهة ـ مصالحه في النهاية، .. ملفات تؤكد أن البحر واحد والسفينة واحدة والنهاية واحدة.
وحدة العالم هدف كبير سيتم عاجلا أم آجلا، شئنا أم أبينا، لأنها تأتي استجابة لفطرة الجنس والنوع وقانون الطبيعة الإنسانية التي تجنح ـ رغم عوامل الفرقة والصراع ـ إلى الجماعة.
يجب أن نقاوم جميعا الدعوات الإقليمية والطائفية والمذهبية والقومية، ونتوقف عن تقييم الشخص وفقا للونه ودينه ولغته، ونسعى جميعا بكل قوة لنحجز مكاننا تحت الشمس، وأن نكون من الأعضاء المؤسسين لأعظم إنجاز سيحققه البشر وهو وحدة العالم.