تمر الأمم بأحداث ومآسي، وتواجه على مر تاريخها مخاطر وتحديات، وتواجه الأمة العربية تحديدا الكثير من التحديات أهمها احتلال فلسطين، والعدو الإسرائيلي المتأهب للدول العربية كالذئب المتربص بالغنم الشاردة، فماذا سنعلم الأطفال؟.
هل نروي لهم ما حدث؟. هل نقص عليهم تاريخ المذابح الإسرائيلية في صبرا وشاتيلا ودير ياسين وغزة، وجرائم التهجير والتدمير وحرب الإبادة التي يواجهها الأشقاء وأحلام التوسع الصهيوني، والرسوم المسيئة والتغريبة العربية، والفيتو الأمريكي المسلط على رقبة العدل؟.
هل ترضع الأمهات أطفالها منذ الصغر حليب الغضب، وترسم لأبنائها شكل العدو على السبورة وفي الكراسات ؟، وتعلمهم أبجدية الثأر؟.
أم نمتنع عن ذلك باعتبار الطفل .. أي طفل كائن محايد لا يعرف الكره أو الضغينة، سيحيى في زمان مختلف، ويجب أن ينمو على قبول الآخر والتسامح مع الأعراق والأديان والجنسيات؟.
خياران أحلاهما مر.. فإن روينا لأطفالنا الحقيقة الكاملة، وكشفنا لهم وجوه وأسماء وعناوين المجرمين والقتلة، وأوصيناهم بإعادة الأرض. سنحملهم بذلك فوق طاقته، وسيجمل الطفل مشاعر سلبية تجاه العالم. وإن أخفينا عنه تاريخه الحقيقي سينشأ على واقع مزيف، وسيكون في المستقبل فريسة سهلة للأبواق الموجهة.
الطفل لم يعد كائنا محايدا، لأن الآباء لا يستطيعون منع أبنائهم من مشاهدة التلفاز ورؤية الجرائم والاعتداءات والمواقف السياسية، لذلك من الحكمة تقديم المعلومة السياسية للطفل بشكل يناسب سنه، وتسليحه منذ الصغر بقضايا الوطن والأمة، والأهم من ذلك تسليحه بالعلم السلاح الذي تنتصر به الأمم دائما على كل التحديات.