الضحك حالة شعورية لا إرادية تصيب الإنسان في مواقف معينة، وقد أثبت العلماء أهمية الضحك النفسية والعضوية، وقارنوا بين البسمة والتجهم، وتوصلوا إلى أن البسمة تحرك 17 عضلة من الوجه . بينما تحرك "التكشيرة" 43 عضلة، وفي النمسا أندية تمارس تقنية جديدة وهي "يوجا الضحك"، يتلقى فيها العضو دروسا في الضحك، وفي المأثور الشعبي تعبيرات عفوية مثل "الضحك يطيل العمر"، و"اضحك تضحك لك الدنيا، و"اضحك حتى تظهر الصورة حلوة".
وتتنوع أنواع الضحكة، فضحكة الطفل تتكون عادة من حلقات صوتية طريفة ممزوجة بكلام غير مفهوم، تماما كالتسجيل الصوتي الذي كانت الإذاعة المصرية تبثه في عيد الطفولة كل عام، وهناك القهقهة وهي ضحكة ثقيلة حادة تكثر لدى الشباب، وهناك ضحكة كبار السن العميقة التي تنتهي غالبا بالسعال الديكي، أما الضحكة النسائية ، وهي ذات طبيعة أنثوية خاصة فليس لها ضوابط ، وتتصف بشيء من "السرسعة"، وهناك ـ حفظكم الله ـ الضحك الهستيري الذي يكثر عند المجانين.
وتأثير الضحك يتفاوت من شخص لآخر، فقد يضحك شخص فلا تهتز منه شعره، وقد يزيد فيحمر وجهه وتدمع عيناه وتتوجع جوانبه، وقد يتمادى فيجعل المرء طفلا يستلقى على الأرض، وفي بعض المواقف المؤثرة يتحول الضحك إلى بكاء، والفرح إلى دموع، يصفها البعض بـ "دموع الفرح"..!، وهناك ضحك كالبكاء. يقول المتنبي "ولكنه ضحك كالبكا".
الضحك دواء مجاني يزيل الهم والغم والحزن، لا يحتاج إلى وصفة طبية، مضاد حيوي للأمراض والمشكلات، خبز الفقراء والبسطاء وسلاحهم للتغلب على الواقع المرير، ورياضة تعلم الجميع البهجة والتفاؤل.