يتنازع الأطفال على كرة قدم في الشارع، ويتنازع الجيران على صوت المذياع المرتفع، وتندلع المشاجرات بين الأصدقاء على أتفه الأسباب، وتتآمر دول وتغتصب وتحتل دولا أخرى بهدف الهيمنة والتوسع.
حروب صغيرة هنا وكبيرة هناك، تستهلك الكثير من الوقت والجهد، وتبدد العمر الثمين، وقد تتحول الحروب الصغيرة إلى كبيرة، وتنتهي مشاجرات الأطفال إلى الضياع والتشرد وساحات المحاكم، ولو نظر كل منا للأمر بهدوء وبحكمة لاكتشف غباء المتناحرين الذين يضيعون أجمل ما في العمر في الهواء، وينسون المهمة التي جئنا جميعا من أجلها جميعا إلى الحياة وهي "إعمار الأرض".
لو أدرك الإنسان ولو للحظة واحدة أن الحياة رحلة محددة لها بداية ونهاية، وفي الوقت المحدد سيحين وقت المغادرة. لن ينفق لحظة واحدة في التنابذ والتشاجر والمؤامرات.
الخلاف أحد أوجه صراع الإنسان مع قوى أكبر. قانون اجتماعي صنعه البشر بأنفسهم. مثل قانون الغاب الذي كان سائدا في العصر الحجري، عندما كان الإنسان يرتدي أوراق الشجر، ويمسك قطعة صخرية، ويركض وراء الحيوانات في صراع دائم للبقاء.
الاختلاف بين الناس شيء طبيعي، فالملامح مختلفة والعقول مختلفة والأفكار مختلفة، والبصمات مختلفة، ولكن الغير طبيعي أن يتحول الاختلاف إلى خلاف وإلى عداء وتناحر وتباغض وسوء ظن.
نحن بحاجة إلى تعلم أدب الخلاف، عندما نختلف نتحاور حتى نصل إلى أقرب نقطة تمكننا من الفهم والعيش المشترك . "الحوار" هو السبيل الوحيد للتعاون والتفاهم وإعمار الأرض.