إشارة المرور واقع نتعامل معه يوميا، قانون عالمي لتنظيم حركة السيارات والمشاة، في زمن أصبحت فيه السيارة ضرورة كالماء والهواء، تتحكم فينا اللمبات الخضراء والصفراء والحمراء تطاردنا في الشوارع والميادين، وتعلمنا الأدب.
ولكن.. هل نجح نظام الإشارات المروري في الحد من الحوادث المرورية، الواقع يقول أن أكثر من 80% من الحوادث المرورية السبب فيها أخطاء السائقين، أي أن العامل البشري هو العامل الذي تكمن فيه معظم المشكلة، فالمشكلة ليست في الطرق ولا المركبات، ولكنها في السائق المستهتر أو الجاهل، الذي يقود السيارة كسائقي الراليات، فالسيارة سلاح ذو حدين، كالسكين يمكن بواسطته قطع الفاكهة، ويمكن بواسطته قطع الرقبة.
الواقع يقول أن القوانين المرورية لم تستطع كبح جماح الحوادث، والتقليل من أعداد القتلى والمصابين، ولا حملات التوعية استطاعت تغيير سلوكيات الناس، ولا إشارة المرور تمكنت من إيقاف نزيف الدم الذي يسيل على الأسفلت، وفي زمن البلوتوث والتكنولوجيا الرقمية التي تتطور كل ثانية، مازلنا نثق في إشارة المرور البدائية الصماء بألوانها الثلاثة التي تشبه لعب الأطفال.
أقترح إعادة دراسة نظام الإشارات المرورية، وتقييم مدى نجاحه في كبح الحوادث، ومدى تناسبه مع التكنولوجيا وإيقاع العصر، وأن نبحث عن تقنيات أخرى لإدارة المرور في الشوارع توظف التكنولوجيا والشوارع الذكية وإمكانيات التحكم عن بعد، تقنيات مرئية وناطقة تراعي طبيعة الطرق وأوقات الذروة، والفئات الخاصة كالمكفوفين والصم والبكم، وسيارات الطواريء كالإسعاف والدفاع المدني والشرطة، على أن تكون هدفها في الأساس علاج العامل الرئيسي في القضية، وهو قائد المركبة.
نحن بحاجة إلى وسائل تكنولوجية جديدة بديلة لإشارة المرور التعيسة التي لم تحل المشكلة. بل ساهمت في كثير من الأحيان في تعقيدها.
تاريخ الإضافة: 2014-04-14تعليق: 0عدد المشاهدات :1321