نحن نؤمن أن الإسلام دين وسطي معتدل جاء لخير الإنسان والبشرية ، الإسلام يدعو إلى السلم، والعلم، والتفكر، والتدبر، ويحض على النظافة والجمال، والحفاظ على الصحة، لأن المؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن الضعيف.
ورغم مشروعية الاجتهاد والحوار حول قضايا الدين، ومشروعية المذاهب الإسلامية، إلا أن هناك محاولات حثيثة للتفرقة بين المسلمين، وتصنيفهم إلى جماعات مثل الإخوان المسلمين ، والصوفية، والسلفيين، وغيرهم.
أضف إلى ذلك محاولة بعض الدول استغلال مرحلة ما بعد الثورة ، والتدخل في الشأن المصري. كما حدث من إحدى الدول الخليجية التي تبرعت بعدة ملايين إلى جمعية سنية.
وهذه بداية فتنة نحذر منها، وننبه إلى خطورتها، البعض يفرق بين المسلم والمسلم، ويدعو إلى شق صف المجتمع الإسلامي، حتى أن قيادي في جماعة الأخوان المسلمين طالب أعضاءها بالزواج من نفس الجماعة.
الإسلام العظيم دين صالح لكل زمان ومكان، والحرام بين ولحلال بين، ولا يمكن حصره في فئة أو جماعة، ولا يمكن أيضا تحويله واستغلاله لكي يكون تيارا سياسيا. الإسلام لا ينظر إلى الوجوه، ولكنه ينظر إلى القلوب التي في الصدور، الإسلام دين جوهر وليس دين شكل، دين المعاملة والنوايا " الدين المعاملة " ، وإنما الأعمال بالنيات" لذلك سوف نركز على جوهر الإسلام وهو "المعاملة".
لا نريد دين الشكل الجميل البراق، بينما النفوس نتنة خربة، نريد الإسلام الجميل الذي يتفق فيه ما يبطنه المسلم مع ما يظهره.
لذلك سيعتمد برنامجنا الانتخابي على الدعوة لوحدة الصف الإسلامي، قد نختلف ، قد نتفق ، ولكن في كل الأحوال يجب أن لا ننسى أننا مسلمون .
سنطالب الأزهر الشريف بتقديم صورة الإسلام المعتدل الوسطي، وبذل كل الجهد لتجميع أصحاب الآراء ولاجتهادات، الأزهر الذي كان على مر تاريخه رمزا للوسطية قادر على أداء هذا الدور.
أعتقد أن حوار "إسلامي إسلامي" يمكن أن يثمر، ويكون خارطة للتعاون، والاتفاق على شكل الهوية المصرية في المرحلة المقبلة، لننصرف جميعا بعد ذلك إلى أعظم مهمة وهي "بناء الوطن".
سنبذل كل الجهد لإظهار قيم الإسلام الجميلة مثل الاعتدال، والوسطية، والسلام، والجمال، والنظافة، والعلم، وحسن الجوار، والرحمة بالضعيف، وتوقير الكبير، وإفشاء السلام، وتحريم الظلم، والتعاون على البر، والحفاظ على البيئة، والحريات الخاصة، وحقوق الإنسان، ويدعو إلى الرفق بالحيوان، والتكافل الاجتماعي، وقيم العمل، وإعمار الأرض، والعزة والكرامة، والمنعة، والصدق، وحفظ العهود، والأمانة، والعدل، والشورى، والديمقراطية.
كما سيتضمن برنامجنا الانتخابي مطالب مهمة ومنها :
1ـ بناء أكبر مسجد في العالم يكون علامة على مصر الإسلامية الحديثة، ويكون رمزا للتطور العمراني الحديث، وقبلة للسياح من أنحاء العالم ، يعرف بالإسلام لدى الجنسيات الأخرى.
2ـ عمل خطة عامة لبناء المساجد في المحافظات. بحيث تكون المساجد كبيرة ومجهزة تليق بكرامة المسلم ، والقضاء على ظاهرة الزوايا الصغيرة التي تقام في العمارات، والتي لا تتسع لأعداد كافية من المصلين، والعمل على إنهاء ظاهرة الصلاة في الشوارع في ظروف أو أماكن غير آمنة . لأن من حق المسلم أن يصلي في مكان مناسب.
3ـ التماس فتوى شريعة تحول المساجد إضافة إلى كونها أماكن للصلاة .. إلى مراكز للعمل الخيري، وتقديم الخدمات الصحية المجانية، ومحو الأمية، والخدمة العامة.
4ـ تطوير الخطبة بالمساجد، ودعم الخطباء بأجهزة عرض وشرح وتواصل حديثة كاللاب توب، والبروجكتور، وغيرها ، لضمان تقديم خطبة عصرية تتمسك بالقواعد، ولكن تواكب روح العصر .
5ـ إنشاء موقع عالمي على الإنترنت عن الإسلام بعشر لغات رئيسية . يقدم الإسلام الوسطي المعتدل.
6ـ إنشاء قناة مصرية عالمية باللغات الأساسية العربية، والانجليزية، والفرنسية تقدم الإسلام الوسطي المعتدل.
ديمقراطية الإسلام:
يدور حاليا جدل حول المنهج السياسي الذي ستتبعه مصر، البعض يطالب بالنموذج التركي الذي يعتمد على العلمانية، والبعض يطالب بدولة دينية، والأكثرية تطالب بدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية.
وفي خضم النقاش ظهرت آراء غريبة ترفض الديمقراطية، وتزعم أن الإسلام لا يعترف بالديمقراطية، ولا أدري ما هو المنطق الذي استند إليه هؤلاء للخروج بهذه النتيجة المفزعة. هل يعترضون على الديمقراطية بسم الاسم الأعجمي؟، هل يعترضون على المصطلح لأنه لم يكن موجودا في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام؟.
الزعم بأن الإسلام لايعرف الديمقراطية يعني ببساطة أن الإسلام دين دكتاتوري . لأن الدكتاتورية عكس الديمقراطية .. وهذا غير صحيح.
الإسلام الحقيقي دين الشورى، والحرية، والعدالة الاجتماعية، وهناك آيات كثيرة تحض على الشورى كنظام للحكم، والشوري التي كانت متبعه في عصر الرسول.. يقابلها "الانتخابات" الآن.
ففي عصر الرسول كان عدد المسلمين قليل، يمكن عن طريق البيعة المباشرة اختيار شخصية يتفق عليها الناس، باجتماع الرعية في مكان عام، وتلقي البيعة، أما في زمن الـ 85 مليون نسمة فلا توجد طريقة لاستطلاع رأي كل هؤلاء إلا الانتخابات.
أليس غريبا أن تصل أمة الإسلام إلى هذا الهوان رغم أنها "خير أمة أخرجت للناس" ؟ أليس غريبا أن تظل الشعوب الإسلامية ترزح تحت نير الدكتاتورية، والعنف وقهر المرأة في بعض المجتمعات، رغم أن الإسلام في الحقيقة دين الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟، أليس غريبا أن يوصم الإسلام بالإرهاب رغم أنه دين السلام، والتسامح، والرحمة؟.
الإسلام دين ودنيا، جوهره المعاملة، وهو ليس مجرد عبادات وحركات نؤديها في الصلاة ، ولكنه خلق ومعاملات ونوايا، وإذا أدركنا جوهر الإسلام الصحيح ستحل الكثير من مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية، بل والسياسية.
لذلك سوف نعمل بإذن الله على تقديم الإسلام الوسطي المعتدل الذي يدعو إلى الحرية، والعدالة، والمساواة، سنبذل كل الجهد لتقديم ديمقراطية الإسلام التي لا يعرفها أحد.
هناك خلل في الديمقراطيات الغربية ، الديمقراطية التي تسري في مكان ولا تسري بآخر لا يمكن أن تكون ديمقراطية، لقد أثبت التاريخ أن الديمقراطية الغربية مع تطورها ديمقراطية مليئة بالثقوب، فقد أفرزت العديد من الممارسات السلبية كالانحياز، والتعصب، والظلم ، والعدوان، والفوارق الطبقية.
حتى أميركا نفسها إذا دققت جيدا في النظام السياسي لها ستكتشف ـ رغم الانبهار الأولي ـ أنها غير ديمقراطية، والدليل على ذلك اتهام المخرج الأميركي أوليفر ستون لها بأنها دولة "غير ديمقراطية".
"الديمقراطية" التي تفرز معسكر جوانتانامو الذي بنته أميركا خارج أراضيها لتتلافى القانون لا يمكن أن تكون ديمقراطية، الأمر يشبه التحايل على القانون. هناك ديمقراطية في أميركا نعم، ولكن هناك سبل عدة للقفز عليها.
الديمقراطية الغربية تتآكل، والقانون الفرنسي لتجريم "إنكار" مذابح الأرمن دليل على ذلك ، ومن قبله قانون تجريم إنكار الهولوكوست الذي كان أحد ضحاياه المفكر الفرنسي جارودي، . قوانين غبية تتعارض مع حرية البحث والرأي والاعتقاد . وترسخ لدكتاتورية جديدة مغلفة بورق السلوفان.
جرائم الغرب في ظل الأنظمة الديمقراطية تؤكد وجود خلل كبير في هذه الديمقراطية . وهي ديمقراطية تشبه الثعلب الذي يفتح عينا ويغمض أخرى، ويؤكد في المقابل الحاجة إلى ديمقراطية جديدة.
من هنا فإن "ديمقراطية الإسلام" إذا رتبت ونظمت، وقدمت للعالم بشكل صحيح، يمكن أن تمثل إلهاما لديمقراطية جديدة أكثر عدلا في العالم.
الحزم والديمقراطية:
الديمقراطية "الآن" وحدها لن يكون مرادفها إلا الفوضى، خاصة لدى شعبنا الذي لم يمارس الديمقراطية منذ سنوات طويلة. لو مارسنا الديمقراطية لفترة سنكتسب بالتدريج المسؤولية الاجتماعية والسياسية التي تترتب عليها، والتي تمنع المرء من الوقوع في الخطأ.
الديمقراطية يجب أن تقترن بـ "الحزم" ، والذي نقصده هو الحزم في تطبيق القوانين، للمواطن كل الحرية ولكن في إطار القانون، وفي حالة اختراق القانون يجب أن نتعامل بحزم.
وبين الحزم والدكتاتورية شعرة ..، فإذا زاد الحزم عن حدة وتخطى القانون سيتحول إلى دكتاتورية، من هنا تبرز أهمية الخبرة السياسية والتوعية والتثقيف بحقوق المواطن وواجباته، ولكن يجب أن نعي جيدا أن الحزم يستمد مشروعيته وقوته من قوة الديمقراطية، فلا يمكن استخدام الحزم في ظل الدكتاتورية.
الأحداث التي وقعت بعد الثورة من الاعتداء على الكنائس، والتعدي على القوات المسلحة والشرطة، وإتلاف الممتلكات العامة، وغيرها يؤكد أننا مازلنا في حالة الارتباك، فلا نحن مارسنا الديمقراطية بشكلها الصحيح، ولا نحن تعاملنا بحزم مع أهم القضايا ومن بينها الأمن.
يجب أن تتسلح الديمقراطية بالحزم، ولكن قبل الحزم يجب أن نوعي الناس بمعنى الديمقراطية، واشتراطات التظاهر ، وأدب الخلاف، وغيرها من قواعد اللعبة السياسية.
تاريخ الإضافة: 2014-04-11تعليق: 0عدد المشاهدات :902