تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



ملابس تنكرية | الأمير كمال فرج


اسمحوا لي أن أتهم لوران غباغبو رئيس ساحل العاج بالغباء، .. نعم ، فهو "لم يلعبها صح" وفقا للتعبير الشعبي، فقد نظّم انتخابات حرة نزيهة، وعندما أعلنت اللجنة المسؤولة عن الانتخابات فوز غريمه مرشح المعارضة الحسن وتارا، ألغى غباغبو النتيجة، وتمسك بالحكم، وتسبب في أزمة دولية.

الأمم المتحدة طالبت غباغبو بترك السلطة، وأكدت أنها لا تعترف إلا بالحسن وتارا رئيسا، وتبعها عدد كبير من الدول، منها أميركا، وبريطانيا، وفرنسا التي أعلنت أنها لن تعتد إلا بالسفراء المرسلين من وتارا، وجمد الاتحاد الإفريقي أرصدة غباغبو، وفرضت العديد من الدول عقوبات على ساحل العاج.

السبب في اتهامي للسيد غباغبو بالغباء هو أنه لم يفهم لعبة الأمم، فهذه الأمم التي زمجرت، وانتفخت أوداجها اعتراضا على عدم تسلم وتارا الحكم، استنادا إلى أن عدم توليه خرق للديموقراطية، كانت على استعداد لأن تغض الطرف عن الديموقراطية نفسها، وأن تقبل بالتزوير، أو حتى إلغاء الأحزاب، أو إلغاء الانتخابات أصلا.

المجتمع الدولي يعلن شيئا، ويفعل شيئا آخر، والدليل على ذلك عشرات النظم الديكتاتورية في العالم التي لا وجود فيها أصلا للديموقراطية، والتي تدار بمنطق الملكيات الخاصة، وإذا وجدت فيها أشكالا من العمل الحزبي، فإنها ترسخ مبدأ الحاكم الواحد، وإذا فرض أنها أجرت انتخابات، فإنها انتخابات قص ولزق، يتم تسويد بطاقات الاقتراع فيها،  وتزوير إرادة الناخبين.

المجتمع الدولي كاذب مراوغ، يعلن الشعارات البراقة، ولكنه لا ينفذها، يتعامل مع الدول بمبدأ ابن السيد، وابن الجارية، تماما مثل الرجل الذي يرضى ـ والعياذ بالله ـ بالفاحشة في أهله، بشرط أن يتم ذلك في السر، دون إعلان، ودونما أن يعرف أحد. يوافق على القتل، والاحتلال، والتدمير، والذبح، والاغتيالات العابرة للقارات، وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، والاستيطان، والتهويد، واغتيال الأطفال والشيوخ، واستهداف المقاومين بالصواريخ، ولكن على أن يتم ذلك على طريفة "ماشفتكش".

المجتمع الدولي يقبل عن طيب خاطر الديكتاتورية المقيمة التي تستعبد الشعوب، ويقبل كل أمراضها من قمع وبطش وتزوير الانتخابات، على أن يتم ذلك في السر،  لذلك كان غباغبو غبيا عندما أقام انتخابات نزيهة، ولم يفعل كما يفعل ديناصورات العالم الذين يقبعون على أنفاس الشعوب عشرات السنين بلا انتخابات ولا يحزنون.

كان من الممكن للسيد غباغبو أن يلغي المعارضة كما تفعل العديد من الدول، فلن يعترض أحد، .. كان من الممكن أن يستعين بحاشيته لتمديد فترة حكمه 50 سنة، ولن يعلق أحد، .. كان بوسعه أن يستعين بالخبرة العربية في تزوير الانتخابات، ويرسل البعثات لدراسة الحنجل والمنجل، والبيضة والحجر، والـ 3 ورقات، والـ 22 طريقة الشهيرة التي ألفها العرب لتزوير الانتخابات. ليفوز بسهولة بنسب الفوز العربية الشهيرة وهي 99.999%، ويتلقى خطابات التهنئة من رؤساء الدول، ولكن غباغبو "لم يلعبها صح"، و"لم يفطِّمه أحد"، .. لم يعرف "الفولة" وفقا للتعبير الشعبي الدارج، فوقع بين فكي الكماشة التي لا ترحم.

الديموقراطية لعبة غير شريفة، اسم مستعار، ملابس تنكرية، مساحيق تجميل يتم استخدامها عند الضرورة لتخفي القبح، والكذب، والعهر السياسي، سوط يستخدم لإرهاب الدول عند اللزوم.

إذا كانت الدول الملكية تستمد شرعيتها من النظام القبلي الذي يبيح التوارث، ويجعل للعائلة الحاكمة مكانة ومنزلة وشرعية، فمن أين تأتي شرعية النظم الجمهورية الفردية التي تغير القوانين والدساتير لتمدد للحاكم مدة حكمه، بل وتورث الحكم لأبنائه والأقربين؟.

العالم الحديث مبني على قاعدة المصالح، كل يعمل لمصلحته،  حتى لو اقتضت المصلحة دهس المبادئ، حتى النظم الديموقراطية الباهرة التي نشاهدها في الغرب، هناك عناصر تشكيك فيها، منها تولي جورج بوش الابن رئاسة أميركا بعد تولي والده، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى الجدل الذي صاحب عملية احتساب أصوات الانتخابات، والتي أفرزت بوش الصغير، وما أثير وقتها من جدل حول طرق عد الأصوات، واحتمال وقوع تزوير. الديموقراطية بالمنظور الغربي شيء جميل، ولكنه يصلح لشعوب، ولا يصلح لشعوب أخرى، هناك شعوب تستحق الديموقراطية، وهناك شعوب أخرى تستحق القمع والديكتاتورية، و"ضرب الجزمة"، لذلك توجد نظم ديكتاتورية يدعمها الغرب، وأخرى يناصبها العداء.

إيران على سبيل المثال تنظم انتخابات رئاسية يمكن وصفها بالديموقراطية بالمعيار الغربي، ولكن أميركا تصنفها من الدول المارقة، لماذا ...؟، لأن سياسات إيران تخالف سياسات أميركا.. ، .. حركة حماس فازت في انتخابات حرة نزيهة، بحضور مراقبين دوليين، ولكن أميركا والدول الأوروبية رفضت النتيجة، لأن سياسة حماس تخالف سياسة أميركا.

متى نرى انتخابات نزيهة تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعوب، انتخابات تفرز الأكفأ والأكفأ فقط، وإلى متى ستظل الدول العربية تتخبط في نظم ديكتاتورية تزور أوراق شرعيتها، وتحترف تزوير إرادة الناخبين.

لسنا أقل من إسرائيل التي تنظم انتخابات نزيهة يفوز فيها من يفوز، ويخسر فيها من يخسر، ولسنا أقل من ساحل العاج، ولا تركيا ولا أوكرانيا،  وغيرها من دول العالم الذي يمارس الديموقراطية الحقيقية. لسنا أقل من أميركا التي تولى منصب الرئاسة فيها أوباما الكيني المهاجر الذي مازالت جدته بحكم القانون مهاجرة غير شرعية.

تناولت العديد من الدراسات أسباب تخلف العالم العربي، ولكن هناك سبب لم يتطرق إليه أحد، وهو غياب الديموقراطية، .. سيظل العالم العربي مصنفا ضمن العالم الثالث، وسيبقى يتخبط كالضفدع في ماء التخلف الآسن .. والسبب غياب الديموقراطية، لأن الرخاء الاقتصادي يعتمد في الأساس على المناخ السياسي العادل الذي يفرز حكامه بطرق شرعية، ويقف فيه الجميع سواسية أمام القانون.
تاريخ الإضافة: 2014-04-07 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1262
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات