تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



رواية المطار | الأمير كمال فرج


المطارات محطات للعابرين، ولكنها بالنسبة للكاتب عوالم وتجارب وقصصٌ لا تنتهي، فالمطار نافذة مشرعة على العالم بأحواله وأطواره وتجاربه المدهشة، تتيح لك معرفة الشعوب والثقافات، وتأمل الوجوه والملامح والأنماط الإنسانية، بشكل لا تتيحه أي وسيلة أخرى.

وللمطار أبعاد نفسية واجتماعية واقتصادية، فهو من ناحية يعني مجموعة من المشاعر المتأججة مثل الرحيل والاغتراب والفقد، ومن ناحية أخرى يعنى السفر الذي يوصف بأن له سبعة فوائد، إضافة إلى الأمل والاستكشاف، وأحيانًا الإنعتاق من القيود، وتتضاعف هذه المعاني عند الكاتب الذي يحمل هموم العالم.

والدارس لسيكلوجية العلاقة بين الإنسان والمطار سيكتشف الكثير من الأشياء، ويستعيد عادات وتقاليد تنفرد بها الشخصية العربية، بعضها طريف وحميمي مثل مشهد جمهرة الأهل والأقارب الذين يودعون المسافر في المطار، وكأنه ذاهب بلا عودة، وبعضها متفائل مثل تصفيق الركاب بشكل جماعي عند هبوط الطائرة، وبعضها دامي مثل قصص الاغتراب وشوق الأحبة الذين فرقت بينهم حواجز الانتظار والبحث عن الذات ولقمة العيش.

هناك علاقة وطيدة بين المطار والإبداع، فالسفر بمفرداته يستنهض الأفكار، ويحرّك المشاعر، ويثري المخيلة، والمطار مساحة للهدوء والتأمل والكتابة، لذلك يمكن أن تكون ساعات الترانزيت الطويلة فرصة ذهبية للكاتب أو الكاتبة، ليس فقط من ناحية التجارب، ولكن أيضا من ناحية التجهيزات، فمعظم المطارات الآن مهيأة بإنترنت مجاني وكراسي وثيرة للنوم والمساج، وحمامات نظيفة ومصادر للطاقة وطاولات للكتابة، ومراكز تسوق ومطاعم وأحيانا مكتبات، وأجهزة لابتوب.

هناك روايات عظيمة كتبت في المطارات، مثل "المطار The Airport" للكاتب البريطاني آرثر هيلي التي نشرت عام 1968، وتدور أحداثها في مطار لينكولن الدولي،  و"المطار 77" لمايكل شيف التي ترجمها أحمد خالد توفيق.

ومن القصص المثيرة المتعلقة بالمطارات، قصة الإيراني مهران كريمي ناصري الذي أقام 18 عاما داخل مطار شارل ديجول في باريس، وجذبت قصته ستيفن سبيلبرج، الذي أخرج فيلم "المحطة The Terminal"، بطولة توم هانكس، وكاثرين زيتا جونز.

وفي أوروبا توجد "رواية المطار"، وهي موجهة للمسافرين، حيث أدرك الكتّاب في فرنسا مبكرًا المكطر كسوق محتمل  للقراءة، خاصة مع اعتياد الأوربيين على قراءة الكتب في الأماكن العامة، فظهرت روايات مخصصة للبيع في المطارات، فظهرت "رواية المطار" وأحيانا "روايات محطة السكة الحديد"، وهو تصنيف ذكي خاصة إذا علمت أن 4.6  مليار مسافر حول العالم سنويا.

تتسم رواية المطار بالطول كي تناسب ساعات السفر الطويلة، وكذلك التشويق والإثارة والحبكة وتعدد الشخصيات، ولا تتضمن أفكارا عميقة، فهي تهدف إلى إزالة الملل الناتج عن السفر لبضع ساعات، لذلك يجب أن تكون جذابة ومثيرة، وهي أيضًا صغيرة الحجم بغلاف لافت وورق خفيف يسهل حملها، وهي نفسها سمات الكتب التي تعرضها مواقع بيع الصحف والمجلات في المطارات.

ومن الكتّاب الذين وصفت كتبهم كروايات مطار، جيفري آرتشر، وديفيد بالداشي، وبيتر بنشلي، ودان براون، ولي تشايلد، ومن روايات المطار الأكثر مبيعا "سر هوية بورن" لروبرت لودلم.

تصنف الرواية وفقا للموضوع، كما حدث مع التاريخية والواقعية والذاتية وغيرها، وتصنف من حيث الأسلوب كما حدث مع البوليفونية القائمة على تعدد الأصوات، والشخصيات، والمنظورات السردية، كما تصنف أحيانًا وفق الفئة العمرية، مثل ذلك روايات الجيب وهي قصص بوليسية تعرف بـ "الألغاز" تستهدف الأطفال والشباب، ومنها سلاسل "المغامرون الخمسة"، و"رجل المستحيل"، وهناك روايات رومانسية تستهدف المراهقين مثل "روايات عبير"، ولكن "رواية المطار" أول تصنيف للرواية وفقا للمكان الذي تقرأ فيه.

ويرفض البعض هذا الوصف، الذي يتعامل مع الأدب باعتباره وسيلة للترفيه أثناء السفر، ورغم وجاهة الاعتراض، فإن الترفيه في حد ذاته قيمة، والأدب مع كونه رسالة، يجب أن يصل إلى الناس، ولتحقيق ذلك يحتاج إلى ترويج، لذلك لا مانع من الاجتهاد في تسويقه بتصنيفه إلى أدب مطار أو غيره، المهم القيمة التي يقدمها هذا الأدب.

"رواية المطار" غرض سردي حديث يستحق أن يوجد ويتفاعل، ويحظى بحركة نقدية مناسبة، ولا شك أن دراسته يمكن أن تكشف عن سمات فنية خاصة، ومفاجآت على صعيد الأفكار والموضوعات والتكنيك الفني.

تاريخ الإضافة: 2024-01-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :708
3      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات