الشارقة: الصحافة.
كتب الدكتور محمد أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، المستشار الفني لوزير الثقافة والصناعة التقليدية في الجمهورية الموريتانية هذه الخاطرة لصديقه الكاتب والمفكر العربي الكبير الدكتور عمر العزيز بعد قراءة روايته "المتسرنمون":
"أخي المبدع مهندس الإدهاش د. عمر عبد العزيز، كنت مستغرقا هذه الأيام في قراءة رواية "المتسرنمون"، وقد قرأتك فيها بإيماآتك وتهويماتك وشطحك الذهني الحر.. وربما أكتب عنها يعض الخواطر التي عنت لي، لاحقا.
لقد أدهشتني الرواية ومن بين ما أدهشتني فيها: أبداعيتها غير المصنفة، وإصرارها الناعم خلال تموجاتها السردية وانعطافاتها الحلمية، على التأبي عن التصنيف، واختراقها المتجدد لفضاء التوقع، وسباحتها في لجة الوجود الفردي بالفته ووحشته، والتفاف ذوائبه وانطلاق مستشعراته في فضاء فسيح تظلله عن بعد سماء الوجود الكلي الداهم، مما جعلني أقول في نفسي دون أن أقول لها: أفي صنوف الكتابة مذكرات جوانية النبع متدفقة في سهول الكيان الجمعوي الإنساني، على ضفاف الحكمة المجنونة والجنوح المحكم،، والتشتت المنتظم والانتظام المشعشع؟ أم في السرد على قربه نأي متحيز في أبعاد زمانية ولا زمانية، متمكنة ولا متمكنة، متموجة و منسابة؟
كانت قراءتي لرواية "المتسرنمون" تذكرني تجليا لذاتك بأبعادها المتماهية مع نشوة الوجدان، مرقومة على الورق.. أنت الذي عرفت ولم أعرف، متأرجحا بين تهويماتك الإشراقية المنطلقة، وعقلانياتك الندية.
لقد قضيت أياما في قراءة الرواية من بين السطور فخامرني كإحساس الراكب على زورق توطن الأمواج فلم تشفع له مهارته في أخذ لحظة هدوء واحدة، كأنني أرتفع من سفوح الواقعيات المتدحرجة لأتسنم ذرى التشوف إلى البعد، و أحلم بنسيم الشواطئ المتنائي كلما خامرني نسيان السباحة بين السطور.
"المتسرنمون" رواية تفتح نافذة على الوجود وبوابة على ممارسة الحرية عبر الأشكال المتاحة، والتعبير بالممكن عن المستحيل، ضمن حدود المعنى المتحرر من إكراهات التحيز وثقالة الاستلام للقدر الكتيم.
أخيرا فهذا الرأي مأذون للنشر على صفحتك، إذا اعتبرته من صنف الصدى البعيد لترددات رواية "المتسرنمون". الملفتة للانتباه".