حاوره: الأمير كمال فرج.

يتميز الفنان المصري عمر صديق الهواري بأسلوب فريد في الرسم، فهو يعتمد في لوحاته على الخطوط والدوائر، التي يحدد بها الملامح والسمات الشخصية.. شارك بأعماله في عدد من المعارض والمسابقات المحلية والدولية، وفاز بجوائز وشهادات تقدير، من دول عدة مثل كوريا ورومانيا وبلغاريا، وكندا والأرجنتين وروسيا، والصين، وسوريا ولبنان ومصر. اختارته شركة  Headmetal Comics من أفضل ثلاثة فنانين لعام 2013، واختارت جامعة أدنبرة إحدى رسوماته لتكون غلافاً لأحد الكتب التي أصدرتها، كما نشرت لوحة أخرى له في كتاب برازيلي.
يرى الهواري أن الوجوه مثل الأصابع لها بصمة خاصة، وأن الفن العربي وصل العالمية بجهود فردية، وهو يعتقد أن كل إنسان في داخله فنان، وكل طفل يملك موهبة الرسم، ولكن الظروف هي التي تحدد إن كان سيستمر أم لا، داعياً إلى نشر ثقافة اقتناء الفن. وقد كان لنا معه الحوار التالي:

✧ فازت أعمالك في مسابقات دولية.. فهل يمكن القول إن الفن العربي وصل إلى العالمية؟

الحمد لله؛ فازت بعض أعمالي بعدة مسابقات دولية، وفعلاً الفن العربي وصل للعالمية، ولكن بواسطة قلة من الفنانين، ومن خلال بعض الجهود الفردية، ولكن مع زيادة الاشتراك في المسابقات والمعارض الدولية سيكون للفن العربي بإذن الله ثقلاً في المحيط العالمي، خاصة وأنه يحمل كافة مقومات العالمية، من حيث الأفكار والإبداع.
 
✦ بمن تأثرت خطوطك؟ وما الفنان الذي تنظر لتجربته بإعجاب خاص؟

حاولت في البداية أن أدرس كل من سبقني في مجال الكاريكاتير، وتقليدهم من باب التعلم، فنتج عن ذلك أسلوب خاص بي لم يكن موجوداً في الفن المصري والعربي، والفضل لله في ذلك، سعيد أني متميز بأسلوبي الخاص، وأحاول دائماً التطوير فيه. ويعجبني جدّاً فن الأستاذ محمد عبلة والأستاذ جورج البهجوري، ولكن عموماً أتابع الجميع، وأعجب بكل لوحة جميلة ولو لطفل صغير، وأستفيد من الجميع، وأطور نفسي دون تقليد، فلا بد للفنان بعد مرحلة التقليد والتأثر أن يصنع أسلوبه الخاص.

✧ لك أسلوب فريد في الرسم، فرسوماتك عبارة عن خطوط ودوائر وربما خرائط، كيف اخترت هذا الأسلوب؟

أظن أن أسلوبي أقرب للفن التشكيلي منه للكاريكاتير، وهي محاولات لدراسة بصمة الوجه وخطوطه والتركيز عليها، فالوجوه مثل الأصابع لها بصمة خاصة، وعندما أرسم اللوحة كأنني أرسم بصمة، ثم أجمع شمل هذه الخطوط فيتكون الوجه أمامي.
 
✦ تقدم الفن التشكيلي في السنوات الأخيرة وتفوق على فنون أخرى، فما السبب؟ وهل سيكون العصر القادم هو عصر اللوحة؟

الانتشار سببه مواقع التواصل الاجتماعي خاصة موقع فيسبوك، فإذا تابعت أكثر المنشورات انتشاراً عليه ستجدها إما صورة أو لوحة، لقد ساهمت مواقع التواصل في انتشار الفن والتعريف به، واكتشاف فنانين جدد، ومع أن الانتشار حلو، لكن؛ المهم من سيضع علامات واضحة في الفن؟ من سيخلد؟ ومن سيموت؟ هذا هو الفيصل.
لكن على مستوى السوق؛ فإن السوق الفني في مصر لم يعد بالقوة المناسبة، ولذلك أسباب مختلفة، ونتمنى أن يتقدم الفن وينتشر في الواقع، وهناك مبادرات في هذا الشأن، ومنها مبادرة "لوحة لكل بيت".

اللوحة تصل البيت العربي عندما يهتم المواطن العربي بالفن التشكيلي، ويؤمن بأهمية وجوده في البيت والمكتب والمدرسة ومقر العمل، بل في الشارع.. وذلك كله مرتبط بثقافة اقتناء الفن.

✧ التشكيل لغة عامة، كيف يمكن استغلال ذلك في عملية التوعية؟

للفن عموماً دور مهم في التوعية، ويتم ذلك عن طريق المواضيع المطروحة من خلال اللوحات، وذلك سهل في مجال الكاريكاتير، الذي يعتبر الأكثر قدرة على التعبير عن مشكلات الواقع، وكذلك التأثير والتثقيف، وإذا كانت المسابقات الدولية دائماً تطرح مشاكل عالمية تتيح للفنانين والهواه التعبير عنها بالفن؛ فإن المسابقات المحلية يمكنها كذلك طرح مشكلات محلية تحتاج إلى التوعية.
ومن المسابقات التي اشتركت فيها مؤخراً "فلنتحد ضد كورونا .. التعبير من خلال الفن"، التي أقامها المجلس الهندي للعلاقات الثقافية، بهدف تشجيع الفنانين على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم في المعركة ضد فيروس كورونا، وفزت فيها عن فئة "الفنون الرقمية وفنون العصر الحديث".
 
✦ إذا قارنا السمات التشكيلية العالمية، ماذا يميز الفنان العربي؟

الموضوع مرتبط بالبيئة التي يعيش بها كل فنان، وأيضاً الصورة المختزنة في ذاكرة كل مبدع، ولا أعتقد أن هناك شيئاً في التشكيل اسمه فن عربي وفن غربي؛ لأن الفن نتاج الإنسان، السمات المختلفة يمكن أن تكون في العمل الجماعي كالسينما والمسرح، الموضوع مرتبط بالصور المختزنة في ذاكرة الفن.

✧ الفن الرقمي أسلوب جديد ظهر وانتشر، فما تأثيره على الفن؟

الفن الرقمي تطور رائع للفن، ولكن لا يجب الاعتماد عليه؛ لأن الرسم اليدوي هو الأساس، وهو الأقوى، ولكن عيبه الوحيد أن البرامج أصبحت تساعد الفنان بطريقة تجعله لا يبذل المجهود الطبيعي في الفن، فعندما يمسك الفنان الورقة والقلم يكون التعبير أصدق، فيكون الفرق شاسعاً في المستوى.

✦ اختيرت إحدى رسوماتك لتكون غلافاً لكتاب بجامعة إدنبرة، واختيرت أخرى لتكون في كتاب برازيلي، فماذا يمكن أن تقدمه اللوحة في تطوير الكتاب؟

اللوحة تؤثر كثيراً في مبيعات الكتب، وأيضاً تساعد في فهم محتوى الكتاب، وإعداد لوحة الكتاب أمر صعب؛ لأنها تعبر عن مجموعة أفكار في لوحة واحدة.
واللوحة التي أعددتها للكتاب الخاص بجامعة أدنبره من أهم محطات حياتي، لقد اتصلوا بي بعد أن شاهدوا اللوحة في موقع ألماني، واتفقنا، وقد استفادوا من التحليل الخاص بي في الرسم، وهو تحليل بصمات الوجه في التعبير عن محتوى الكتاب، وقد سعدت بذلك؛ لأن الجامعة إحدى الجامعات السبع العريقة في بريطانيا، وواحدة من أهم جامعات العالم.
 
✧ ما اللوحة التي تحلم برسمها يوماً ما؟

في عقلي لوحة للرئيس المصري الراحل محمد نجيب في صورة معينة من سنوات، ولم أعبر عنها على الورق بعد، ولا أعرف متى؟

✦ هل تؤمن بدور الفن في العلاج والتغيير والتنوير، وكيف يمكن تحقيق ذلك؟

الفن التشكيلي هو تعبير جمالي، والجمال يؤثر على الحالة النفسية، من هذا المنطلق يساعد على العلاج، من خلال السعادة المنبثقة من جمال اللوحة والألوان، في الوقت نفسه الفن واحد من أدوات الفكر، من هذا المنطلق له دور أساسي في التنوير.
 
✧ ما الفكرة الأساسية التي تركز عليها، والرسالة التي ترغب في إيصالها؟

الفكرة الأساسية أن أناقش المواضيع والمشاكل الإنسانية العالمية مثل المحبة -لا للحرب- الحرية، والقيم الإنسانية بشكل عام، وأيضاً أحرص على نشر السعادة والبهجة برسم بورتريهات للشخصيات المعروفة أو الأصدقاء.

ــــــــــــــــــــــــــ

ـ نشر بمجلة الرافد