أكدت دراسة أن الكتب الروائية التي تدور حول الإرهاب والتطرف ساعدت الأطفال والشباب في "مقاومة التطرف والإسلاموفوبيا" منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أودت بحياة نحو 3 آلاف شخص.
وذكر تقرير نشرته موقع BBC أن "في الشهر التالي لهجمات سبتمبر 2001 شن الجيش الأمريكي عمليات عسكرية في أفغانستان وبدأت "الحرب على الإرهاب، وفي بريطانيا صورت وسائل الإعلام مجتمعات المسلمين والمهاجرين على أنها تمثل تهديداً على جوهر الثقافة والقومية والهوية البريطانية، ولكن الكتاب البريطانيون بدأوا في الرد على هذا التصوير".
الدكتورة بلانكا غريغوريك المحاضرة بجامعة كامبريدج قامت بدراسة حول دور الكتب الأدبية في التصدى لفكرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت بعد أحداث سبتمبر.
ترى غريغوريك أن دراستها التي قامت بها في جامعة كامبريدج هي الأولى من نوعها التي تتناول موجة الكتب التي صدرت بعد هجمات 11 سبتمبر و7 يوليو عن دور نشر لكتب الأطفال المعنية بموضوعات كهذه.
جنون الارتياب
درست الدكتورة غريغوريك 28 كتاباً نُشر منذ عام 2001، مثل كتاب Noughts and Crosses للمؤلفة مالوري بلاكمان.
تقول غريغوريك إن الكثير من الكتب صورت الإجراءات الأمنية المتسارعة التي اتخذتها الدولة البريطانية، والتي ساعدت بجانب تكريس وسائل الإعلام لنوع من البارانويا (جنون الارتياب) في تعزيز "الخوف الدائم" من المسلمين.
وتضيف أن كتباً مثل Run, Riot للكاتب نيكيش شوكلا -والذي يدور حول مجموعة من المراهقين تطاردهم الشرطة بعد تصوير أحدهم لقتل شاب من أقلية عرقية بدوافع سياسية - " تعبر عن الانقسام القبلي الذي نشأ الشباب في كنفه".
قالت الدكتورة غريغوريك لبرنامج نيوز بيت على إذاعة بي بي سي راديو وان. "هؤلاء الكتاب قدموا لجمهور الشباب خطاباً مضاداً لذلك المناهض للمسلمين وللمهاجرين".
تناولت الدراسة كذلك كتاب I Am Thunder للمؤلف محمد خان، والذي يدور حول فتاة بريطانية من أصول آسيوية جعلها التهميش عرضة للتطرف.
رؤية سطحية
يقول رويبن توماس (27 عاما) "الطريقة التي عادة ما نتحدث بها عن هذه الموضوعات في وسائل الإعلام وفي حياتنا اليومية تبدو سطحية جدا"، ويضيف أن قراءة كتاب I Am Thunder أعطته رؤية جديداً للتطرف والإسلام.
تشير طريقة تجسيد الشخصية الرئيسية في الكتاب إلى وجود عوامل عدة كالأحكام المسبقة والتنمر والتي قد تقود الشخص إلى التطرف. " يقوم هذا الكتاب بدور جيد في توضيح الفروق الدقيقة والتعقيدات، دون أن يكون سرداً لقصة ضحية".
يقول رويبن إنه يمتلك فهماً أوضح لـ"الطبيعة الخفية للتطرف" لأن الكتاب قام بـ" أنسنة الشخصيات وخلق بعض التعاطف".
ويضيف أن ثمة "خطابات مرعبة" في وسائل الإعلام تصور انخراط الشباب في الدين وداخل جماعات بأنه أمر سلبي، خاصة بالنسبة للمسلمين والبريطانيين من أصول آسيوية، لكن الكتاب "بدد الكثير من الخرافات".
يقول رويبن "قام الكتاب بتبديد كل هذه الأفكار، وتعامل مع الناس كأفراد، مركزاً على أوجه التشابه لا الاختلاف".
شكل إنساني
وتتفق سيوبان دانلوب (27 عاما) مع هذا الرأي، قائلة إن الشخصيات التي تمثل أقليات عرقية في كتاب Run, Riot تم تصويرها على أنها أفراد لهم " آمال وأحلام". "تم أظهارهم بشكل إنساني وتقديمهم بصورة أقرب للواقع".
وتقول دانلوب إن الكتب الخيالية ساعدتها في التعامل مع موضوعات كالإسلاموفوبيا، لأنها تجعلك ترى تفاصيل من حياة الناس و" تدرك أنهم على صلة بك".
تقول " هم يحبون أسرهم، وربما يحبون نفس الموسيقى الذي تحبها، أو ربما زاروا نفس الأماكن التي قمت بزيارتها. أعتقد أن هذا يمكن أن يساعد الناس في فهم الأمور بطرق مختلفة".
بدأت سيوبان كذلك منذ قراءة الكتاب في طرح تساؤلات بشأن " سردية أن التجديد العمراني يجعل الأمور أفضل". إذ يتم تصويره على أنه يشير إلى التغيير الذي يطرأ على بعض المناطق بعد انتقال الشركات والأفراد الأغنياء إليها.
وتقول " الأقليات العرقية الأكثر فقراً هي التي تتضرر من مثل هذه المشاريع. وبالنسبة لي هذا يتعارض مع الفكرة التي تقول إن وجود أشياء جديدة هو دوما بمثابة تقدم، في حين أنه في الواقع يُمثل تهديداً لأسلوب حياة هؤلاء الناس.
تقول سيوبان إن الكتب غيرت أفكارها السياسية و"جعلتها تريد التصرف بناء على هذه القيم". وتضيف قائلة " إنها تمنحك طريقة مختلفة تنظر بها إلى العالم".
مصدر إلهام
تقول الدكتورة غريغوريك إن الكتب التي شملتها الدراسة وأخرى غيرها ألهمت "موجة جديدة من التحركات الشبابية" مشيرة إلى حركتي "حياة السود مهمة" و"أيام الجمعة من أجل المستقبل" والحملات الأمريكية لمناهضة الأسلحة.
وتضيف إن "هذه الكتب توجه الشباب نحو نوع جديد من التواصل بين الثقافات يبعدنا عن فكر الأجيال السابقة القائم على أساس " نحن في مقابل هم".
تاريخ الإضافة: 2020-08-25تعليق: 0عدد المشاهدات :583