يا الله! لماذا أعذبُ بذنبٍ لم تقترفهُ يداي؟! لم أبلغ العقدَ الثاني من العمرِ وملامحي سقطتْ من وجهي فأصبحتُ بوجه ولسانِ عجوزٍ تفاصيلي الصغيرةُ ما عادتْ تشبهُني عشَّشَ السعالُ في صدري فأصبحَ لا يفارقُني وها هو الظلام يتسربُ إليّ يتسربُ إلى أوردتي ليمارسَ ساديته على دمي الغارق في أبجديتي والضجيجُ يهتفُ في رأسي يقتلعُني كالإعصارِ من مجلسي نعم .. لقد تسللَ هو الآخر إلى رُوحي فامتزجت بوحدتي وأغلقتُ علينا بابَ الغرفةِ كل يوم أتصفحُ الجرائدَ لأشتمَ بها رائحةَ الشوارعِ فالسماء تعزفُ وراء ستائر شرفتي أنشودةَ المطرِ ولكني لا أجرؤ أن أقتربَ نحو صفحة الوفيات لأنها تُزعجُني حقاً تُزعجُني أحياناً أضعُ بعضَ الحُمرةِ على خدي وأحاولُ تمشيطَ شعري حتى لا تشمت فيّ رفيقاتي رغم أنه ليس لدي رفيقات!! لقد تساقطن كأوراقِ الخريفِ من حولي على مائدةِ الغيابِ قدميا في بعضِ الأحيان تخونني ترفضُ هي الأخرى مرافقتي !! يا إلهي ! أي حظ حظي ؟! أسمعُ طرقَ البابِ كمطرقةٍ تدقُ أذني وخطواتُ أقدامٍ تزحفُ في الخارجِ أحاولُ تخبئةَ نفسي فألتقطُ بعشوائيةٍ صفحةَ الوفيات لأضعَها على وجهي فأقرأ أعلاها اسمي و تزدادُ ضرباتُ قلبي فأسقطُ في فمِها ولا أعودُ ..
تاريخ الإضافة: 2018-12-27تعليق: 0عدد المشاهدات :1249