لم يكن باستطاعة أحد أن يحتمل طموحي ومشاغباتي وجنوني وقراءه أفكاري، ولا يتمكن أحد من كبح جماح من أراد أن يعمل في الصحافة، تلك المهنة الملعونة من أصحابها، والمعشوقه الي حد الجنون والغرام .
كادت عقارب الساعة تقف للبحث عن طريق أبدأ منه العمل في الصحافة، وقتها لم أعرف عن أحد لديه من الوقت الذي يعطيه لغيره أو يتمكن أن يعطي خبرته لأحد، خاصة وأنا بعيد عن القاهرة منبر الصحافه والفكر.
في مدينتنا الصغيرة وجدت ما هو أهم من القاهرة «الأمير كمال فرج » الذي يعمل صحفيا، ودون استئذان قدمت له نفسي وطلبا له بالعمل في الصحافة، فأشفق علي، لأنها مهنة متعبة لحد الوجع، ولا تعطي من المال ما يكفي شربه ماء علي الأقل لمدة سنوات - يا للهوى من الفاجعة-
طلبت أن استمر معه، وتصادقنا ، لم أكن أتركه أبدا لمدة سنوات، لم يبخل عني بمعلومة واحدة، وكان يعاملني كزميل مهنه - كان ذلك في منتصف التسعينات -
كان يحاول إقناعي أني محترف التجربة الخطأ ، ولكني كنت كغريق في منتصف البحر لا خيار أمامه الا العوده باجتهاد وسلام .
الأمير كمال فرج .. كنت أعلم انه يراقبني ويتابعني كالتلميذ المجتهد المشاغب الموهوب كما قال لي .أول درس تعلمته منه حينما ذهبنا الشاعر أحمد سويلم أخذ الأمير يتحدث معه بحكم الصداقه فأعطاني فرصه التحاور مع سويلم الذي قال للأمير "معاك صحفي رائع ومحترم "، وأعطاني الكارت الشخصي الممهور باسم (أحمد سويلم) فقط دون ذكر مهنته أو كنيته والدرس.
لم أستوعب الأمر جيدا، إلا حينما نبهني الأمير وقال "دع أعمالك تعرفك من فقط ، والألقاب تحصل عليها بالعمل وليس بالإجبار".
في القاهرة التي كنت أعرف دروبها وضواحيها ، كانت رحلتي الصحفية مع الأمير تبدأ من الصباح الي الفجر، لم نكن نمل أو نتعب من الصحافة التي كانت وقتها مهنة الشقاء والمتعة .
لا أعلم كم من المرات اختلفت معه، لكن لم أتفق معه إلا قليلا، والاختلاف كان دائما بسبب خبرتي الضحلة، والغريب انه كان صابرا علي ، لم يعارضني مرة واحدة، وكان يفتح لي أبواب الفكر والتعبير لأتعلم التجربة.
التعليم واكتساب الخبرة في الصحافه ليس سهلا ، والأكثر صعوبة أن تجد أمامك من يعلمك .
الامير كمال فرج .. لا شكر لك، لأني مازلت أتعلم منك ولن أكتفي .
تاريخ الإضافة: 2018-07-09تعليق: 0عدد المشاهدات :1673