حجزت في أحد الفنادق عن طريق الإنترنت، فالتقطت الشبكة العنكبوتية المعلومة، وبدأت في عرض إعلانات لي عن الفندق الذي نزلت فيه، فكلما فتحت صفحة وجدت إعلانا عن الفندق في زاوية ، أو أخرى، فهل ذلك من قبيل الصدفة؟ .

الآن تأكد لي أن موقع "يوتيوب" حفظ في ذاكرته مقاطع الفيديو التي فتحتها كمستخدم، وكون خريطة تقريبية لاهتماماتي ، وهواياتي ورغباتي،  وبدأ في عرض مقاطع الفيديو التي تواكب تلك الاهتمامات.

منذ شهور شكا مستخدم لفيسبوك من أنه كان يجرى محادثة مع خطيبته، وتحدثا حول فستان الفرح ، ففوجأ بإعلانات تقتحم صفحته حول محلات تبيع فساتين الأفراح، وهو ما يؤكد أن الموقع تجسس عليه هو وخطيبته ، رغم أن المحادثة "شخصية".

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تطورت، وقدمت لنا العديد من الروبوتات القادرة على الرد على أي أسئلة، بل وتوقع مشاعرك .. ، وبلغت هذه الروبوتات من التطور حدا مخيفا ، حتى أصبح البعض يفضلها عن البشر ، كما يحدث في الروبوتات الجنسية .

منذ أسابيع تحدث علماء عن إمكانية تخزين ذاكرة الإنسان على الكمبيوتر ، ورغم أن البعض يعتبر ذلك من قبيل اللامعقول، فإن هناك من يؤكد إمكانية ذلك، ومنذ شهور أعلنت شركة صينية أنها بدأت بالفعل في استنساخ البشر، هذا ما نعرفه ، فما بالك بما لا نعرفه؟. 

العديد من الاختراعات التي في أيدينا الآن ،  كانت منذ 5 سنوات فقط ضربا من الخيال ، مثل نظام تحديد المواقع GPS ، وخرائط جوجل، والبث المباشر عبر مواقع التواصل.

المعلومات التي أمامنا تؤكد أن شيء خطير يحدث، وأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وصلت إلى حد خطير وصادم ومدهش، ولكن يبدو أن الشركات التي طورت هذه التكنولوجيات تخشى الإعلان عن ما توصلت إليه.

الخبراء حققوا إنجازات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكنهم جعلوا النتائج سرية ، لأسباب مختلفة، منها عدم الصدام مع المجتمعات أو الأديان أو القوانين، والسبب الأهم عدم وجود تشريعات تحمي مثل هذه الاختراقات العلمية، ولكن الشركات التي أنفقت المليارات على بحوث هذه التكنولوجيات الجديدة بدأت في تطبيقها لدواعي البيزنس، ولكن في السر .

الإنجازات التي حدثت أخطر من استنساخ النعجة دوللي، وإجراء عملية نقل رأس، وسر الكائنات الفضائية، وتخزين الذاكرة البشرية على CD، الأمر قد يكون خطيرا وصادما ومدهشا. 

المتابع للشأن العلمي والتكنولوجي مثلي، والذي يجمع الأخبار ويقارن بينها، سيشعر أن هناك إكتشافات خطيرة توصل لها البشر ، ولكن لم يعلن عنها ، وسيشعر بالقلق من تأثير هذه التكنولوجيات على الإنسان .

يجب وضع تشريع جيد يمنع حجب الاكتشافات ، ويجرم كل فرد أو شركة أو جهة تتوصل إلى ابتكار جديد ، وتمتنع عن الإعلان عنه . والأهم وضع قوانين جديدة للاختراع والابتكار والعلوم والتكنولوجيا ، تضع معايير أخلاقية للبحث، حتى تكون التكنولوجيا داعمة للانسان وليست مدمرة له .