إسرائيل كيان عنصري غاصب، أقيم على أرض الغير، دولة مجرمة، .. 60 + 70، ولكن لا يمكن أن ننكر أنها دولة ديمقرطية، نعم ديمقراطية، فرئيس الوزراء بها يعين وفق الإرادة الشعبية، إذا إنتخبته هذه الإرادة سيكسب ، وإن لم تنتخبه سيخسر ، ويأتي غيره، وهكذا دواليك.
نجحت إسرائيل في وضع قواعد للتداول السلمي في السلطة، وهي الكيان قصير العمر، بينما فشلت في تحقيقه معظم الدول العربية صاحبة التواريخ العريقة، وفي الوقت الذي رأى جيل عربي واحد حاكم واحد منفرد بالسلطة طوال 30 عاما ، في مصر وتونس وليبيا والجزائر ، وغيرها ..، رأى نفس الجيل في نفس الفترة في إسرائيل 7 رؤساء للوزراء هم إسحق رابين، وشيمون بيريز، بنيامين نتانياهو، وإيهود باراك، وأرئيل شارون، وإيهود أولمرت، ثم بنيامين نتانياهو مرة أخرى .. أليست هذه ديمقراطية ؟.
أتابع منذ فترة صحيفة haaretz أهم الصحف الإسرائيلية ، وأتعجب من توجه الصحيفة الذي يكون في بعض الأحيان مناصرا للقضية الفلسطينية ، رغم هويتها الإسرائيلية . إذا تصفحت haaretz ستجد المتابعات المحايدة للواقع الفلسطيني ، والآراء المناهضة للاحتلال ، حتى أن بعض صحفييها معروفون بمناصرتهم للقضية الفلسطينية ومنهم جدعون ليفي .
في haaretz قرأت الكثير عن القضية الفلسطينية وحركات النضال الفلسطيني ، وقضية المناضلة الطفلة عهد التميمي (16 عاما) التي أصبحت نموذجا لمقاومة الاحتلال، وكان آخرها مقال ترجمته مؤخرا عنها بقلم والد عهد يقول فيه : "ابنتي ستقود المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي".
يحدث هذا والصحافة في العالم العربي مقموعة ومستلبة، والرأى الآخر يواجه بالتخوين والرفض والاعتقال ، حتى المكاسب البسيطة التي حققتها الصحافة العربية في النصف قرن الماضي ، ضاعت في غمضة عين ، وعادت عصور الصوت الواحد .
بل أننى اكاد أزعم أن بعض ما ينشر في الصحافة الإسرائيلية من موضوعات داعمة لفلسطين لا يمكن أن تنشرها بعض الصحف العربية.
أتابع الحركات السياسية الإسرائيلية التي تنادي بالسلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، والتي ترتكز على القواسم المشتركة، وأنظر بريب للمظاهرات التي تنظمها داخل إسرائيل، وأشعر أنها حركات مصطنعة هدفها هضم ما تبقى من القضية تحت شعارات التعايش والجذور المشتركة، ونظرية "يبقى الأمر على ماهو عليه، وعفا الله عما سلف"، ولكن ذلك أيضا لا يمنع أن هناك جوانب ديمقراطية في إسرائيل .
إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيل السابق خرج لتوه من السجن بعد قضائه 16 شهرا فيه إثر إدانته في قضايا فساد ، وصدرت بحقه على إثرها أحكام بالسجن لمدة 27 شهرا ، النظام الإسرائيلي ـ رغم قبحه وعنصريته ـ كان قادرا على محاكمة الفاسدين فيه حتى لو كان رئيس الوزراء ، وإيداعه السجن مثل أي مجرم ، وهو ما لم تتمكن من تنفيذه معظم الدول العربية رغم الفساد الجاثم على صدورها من قرون .
ربما ذلك كله السبب في هزائم العرب المتكررة ضد إسرائيل ، وأيضا السبب في ترحيب الغرب بإسرائيل ، واعتبارها الديمقراطية الوحيدة في منطقة يسيطر عليها الدكتاتوريات.
هزيمة إسرائيل، وعودة الحقوق الفلسطينية، والتخلص من الإرهاب، والخروج من التخلف، واللحاق بالركب الاقتصادي العالمي، كل ذلك له مفتاح واحد ، وهو الديمقراطية.
تاريخ الإضافة: 2018-01-26تعليق: 0عدد المشاهدات :1088