تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



بيت شعر | الأمير كمال فرج


في قصيدة "الفول" الساخرة التي كتبتها خلال فترة التجنيد على هضبة سيدى براني في منطقة السلوم على حدود المصرية الليبية عام 1989 قلت "إن صحن الفول سامي .. كل إفطار أمامي / ذاخرا بالسوس يعلو .. فوق وصف أو كلام / بيننا في الجيش عشق .. إن سهم العشق دامي).

 وفي إحدى الفقرات قلت "ياوزير الحرب مرحى .. خفف المولى كلامي / سأقول الحقَّ حتى .. لو كسرتمْ لي عظامي / فكلام النور أحلى .. من كلامٍ في الظلامِ".

والقصيدة ضمن عدد من القصائد الساخرة التي كتبتها خلال فترة التجنيد، ومنها "الرديف"، و"الحجز" وضمها ديواني الثاني "فينوس والسندباد" الذي صدر في التسعينيات، لا أدرى لماذا تذكرت هذه القصيدة الآن، وبالتحديد البيت الذي يقول "فكلام النور أحلى .. من كلام في الظلام".

ربما السبب ما ألمسه ومعي كثيرون من ضيق العديد من المسؤولين بكلام النور، وأعنى به النقد الواضح الصريح، واتهام أصحابه بسوء الظن في بعض الأحيان، وفي معظم الأحيان بالخيانة والتآمر.

القضية التي تستدعيها هذه القصيدة أن النظام  المصري في التسعينات كان يتسم بشكل من الديمقراطية، وهو الترحيب بالنقد، وإن كان تعبير الترحيب غير مناسب، يمكن القول أنه لا يضيق بالنقد.

أحد الأدلة على ذلك أن لا أحد اعترض على القصيدة، فرغم أنها كانت تنتقد نوعية الطعام الذي يقدم للمجندين، وخاصة الفول الذي كان يتضمن ضيفا ثقيلا وهو "السوس"، وهو ما عبرت عنه بالبيت الذي يقول "سوسةٌ تهتز تيها .. من ترى يعلو مقامي ؟".

عرف نظام مبارك بالفساد، والظلم الاجتماعي، والفشل الإداري، والاستئثار بالسلطة، وتجميد مقدرات الوطن 30 عاما، لاشك في ذلك، ولكنه كان يحترم الرأى الآخر، سواء كان ذلك في شكل المعارضة، أو الصحافة، أو الكتابة أو الإعلام بشكل عام، وتلك حسنات لا يمكن لأحد الطعن فيها.

النظام الذي ثار عليه المصريون في 25 يناير 2011، كان ـ وياللمفارقة ـ  يحترم الكتاب والصحفيين، ويحرص على وجود مساحة مقبولة من حرية الرأى والتعبير، والشواهد على ذلك كثيرة.

لدي العديد من الشواهد على ذلك، ولكني سأضعها جانبا، وأقدم شهادة جديدة من الخارج، وهي للكاتب اللبناني سمير عطالله الذي روى في مقال الشهر الماضي موقفا ينشر لأول مرة عن مبارك، ففي أحد السنوات قرأ حسني مبارك مقالا للكاتب إحسان عبدالقدوس، وغضب مبارك من المقال بشدة، وعبر للكاتب موسى صبري عن غضبه، وقال له بغضب .. "انظر ماذا كتب إحسان"، فعرض موسى صبري أن ينبهه وقال للرئيس "هل أتحدث معه"، فرد مبارك بسرعة "لا سيبه يكتب اللي هوه عاوزه".

والآن .. في الوقت الذي يؤكد الدستور على حق الرأى وحرية التعبير، تفرض جهات مختلفة الرأى الواحد، وتطارد أصحاب الآراء الأخرى، وتخونهم، وتضيق بما يكتبون.

الآن بعد مرور ما يقرب من 30 عاما على قصيدتي الساخرة "الفول" أجدني مضطرا لاستدعاء بيتي القديم "فكلام النور أحلى  .. من كلام في الظلام"، آملا أن نرحب جميعا بالنقد وبالرأى الآخر، لأن النقد في العلن أفضل كثيرا من الكلام في السر.

تاريخ الإضافة: 2017-08-13 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1359
4      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات