للفشل نظرية لا تستغرب ، فعندما يتكاثر الفاشلون كالنمل، ينتقل الفشل من أمر عارض وشاذ ليصبح أداة تنفيذية، وعندما تتراكم تجارب وعادات وخبرات الحشاشين الفاشلين يتحول الفشل إلى عرف مجتمعي، ، وبالتدريج تجد نفسك أمام ما يشبه بالقواعد غير المرئية المنظمة للفشل .
هذا ما يحدث في العالم العربي بالضبط ، حيث تتحكم مجموعة من العادات والسمات الاجتماعية في المجتمع، كالواسطة، والمحسوبية، والمحاباة، والمجاملة، والنفوذ، واستغلال السلطة، والفساد ، لتشكل في النهاية المجتمع الفاشل.
المجتمع أي مجتمع مهمته الأساسية العمل والنجاح، لأن النجاح ليس ترفا أو موضة أو برستيج اجتماعي ، ولكنه المسوغ الوحيد للبقاء، لذلك أمر الله الإنسان بإعمار الأرض ، لأن هذه المهمة الأساسية التي تكفل للإنسان البقاء على هذه الأرض، ولولا ذلك لانحسرت المجموعات البشرية ، وانقرضت .
إلا أن المجتمع العربي المثقل بالتقاليد البالية والثقافة الاجتماعية المهترئة أصبح ينتج الفشل ولا شيء غيره ، إذا لم تصدق قل لي ما هو النموذج العربي الناجح الذي يمكننا أن نتخذه نموذجا للنجاح . لا يوجد .
معظم الدول العربية ـ إن لم يكن كلها ـ تعاني من الفقر، والجهل، وغياب العدالة الاجتماعية، والطائفية، والدكتاتورية والتبعية، والإرهاب، والانحدار الاقتصادي، ولم تنجح واحدة في العصر الحديث في تأسيس قاعدة للإنتاج الحقيقي يمكن البناء عليها.
يصدر صندوق السلام ومجلة فورين بوليسي في الولايات المتحدة منذ سنة 2005. تقريرا سنويا بعنوان مؤشر الدول الهشة "مؤشر الدول الفاشلة سابقا"، وتصنف القائمة الدول في الأمم المتحدة من ناحية الضعف أو الهشاشة وفقا للتعبير الأممي المخفف
قسم التصنيف وفقا لمعايير محددة دول العالم إلى دول ذات إنذار عالي جداً، ودول ذات إنذار عالي، ودول ذات إنذار، ودول ذات تحذير عالي جداً، ودول ذات تحذير عالي، ودول ذات تحذير، ودول ذات إستقرار بسيط، ودول مستقرة، ودول مستقرة جداً، ودول ذات إستقرار عالي جداً.
المتصفح لترتيب الدول العربية في هذا المؤشر سيكتشف الحقيقة المؤلمة ، فمعظم الدول العربية خارج تصنيف الإستقرار ، بمعنى أوضح أنها دول إما فاشلة أو مهددة بالفشل.
سنقرب لك الأمر ببساطة، إذا اختار الفاشل في منظمة ما فاشلا للعمل معه، وهذا الفاشل المستجد اختار فاشلا ثالثا، وهكذا يتوالد الفشل كالجرثومة، وبسرعة ستتحول بيئة العمل إلى بيئة فاشلة . قد يكسر هذه القاعدة رجل شريف، ويحاول اختيار الكفاءات، ولكنه سيضطر حينها لاختيار أفضل السييء ، ولكن لن تنجح محاولة الإنقاذ ـ رغم حسن النية ـ في صد زحف جراثيم الفشل على المنظمة ككل ، لأن العفن سيكون عندها قد ضرب كل مكان.
ربما هذا هو السبب في وجود العديد من الشركات المفلسة، والمصانع المتعثرة ، والمشاريع المستدينة، وأيضا سبب لوجود العديد من الأوطان الكسيحة العاجزة عن النهوض.
نظرية النجاح الحقيقية تعتمد على الكفاءة والتخطيط والتجرد ، ونظرية الفشل تعتمد على الأقرباء والأنسباء والمحاسيب، وأصحاب الولاء، والتعصب، فتخير قدرك .
تاريخ الإضافة: 2017-07-21تعليق: 0عدد المشاهدات :2007