بعد توقف ست سنوات عاد ملتقى القاهرة الدولي للنقد الأدبي للانعقاد من جديد في دورته الثانية تحت شعار "الحوار مع النص" بمشاركة 70 باحثا وناقدا ومفكرا ، وهو ما يجعل المؤتمر بمثابة مصالحة تاريخية بين النقاد والمبدعين.
وينظم الملتقى الذي يستمر إلى العاشر من مايو المجلس الأعلى للثقافة في مصر بمشاركة باحثين من مصر والسعودية ولبنان والأردن والجزائر والمغرب وتونس والسودان وسوريا واليمن والعراق وليبيا وأذربيجان.
ويتناول الملتقى 6 محاور هي "الحوار مع النص الشعري"، و"الحوار مع النص السردي"، و"الحوار مع النص النقدي"، و"الحوار مع الدراما"، و"الحوار مع النص الإعلامي"، و"الحوار مع التجليات الأخرى للنص".
وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في كلمة الافتتاح "إن هناك أزمة متبادلة ما بين النقاد والمبدعين ظهرت فى الآونة الاخيرة، فالناقد يعانى من التجاهل، حيث تذهب الجوائز والشهرة إلى المبدعين، وهو ما تسبب فى عزوف النقاد عن الكتابة النقدية، وشعور المبدعين بغياب النقاد".
وأضاف أن "المؤتمر يثير الكثير من القضايا، حول مفهوم الحوار، ونحن أحوج ما يكون في مجتمعاتنا إليه، فنحن نشتكي في حياتنا من جمود بعض النصوص"، لافتا إلى أن الملتقي يحمل في دورته اسم الناقد الكبير عبد القادر القط، وهو أحد عمالقة النقد والأدب، الذين انفتحوا على المجتمع والثقافة العامة، ونحن أحوج ما يكون لأمثالهم الآن، مطالبا الأجيال الجديدة أن يستكملوا مسيرته".
وأوضح النمنم "أن الاشكالية ما بين المثقف والمبدع أثرت سلبا على الثقافة، فنحن نحتاج إلى النقد، في كافة المستويات سواء الاجتماعي أو الثقافي أو الأخلاقي أو الديني، فكل النصوص تحتاج إلى نقد وإلى إعادة قراءة، و الناقد هو الجندى المجهول.
وقال الأمين العام للمجلس الاعلى للثقافة الدكتور حاتم ريبع ، إن "الهدف من الملتقي تقديم رؤي مختلفة محورها الحوار فى النص وأساسها الكلمة"، مطالبا بأن يكون شعار الملتقي هو إعلاء قيمة الكلمة من خلال الفنون الأدبية المختلفة من شعر وقصة مسرح.
ولفت إلى أن "الكلمة أمانة ومسئولية على عاتق كل مبدع وناقد لأى عمل أدبي كما قال عنها الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوى" الكلمة نور وبعض الكلمات قبور"، داعيا لأن يقدم مثقفي مصر والوطن العربي رؤية نقدية تكون لها الأثر الناجع فى النهوض بالثقافة فى مصر.
وشدد مقرر الملتقى الدكتور أحمد درويش، على أن "الحوار مع النص قضية تتجاوز فى أهميتها وخطورتها دائرة النقد الأدبى والنشاط الإبداعى الذى ننتمى إليه جمعيا، إلى دائرة تمس جوهر مشكلة أمتنا، وتطرق الأبواب بحثا عن بداية الخيط الذى ننسج منه جميعا طريق النجاة والخلاص، وهو الحوار".
وأضاف: أن "في العقود الأخيرة، أصبح الناقد الكبير، مثقفا خاصا يخاصب مثقفا أخر، وتنحينا عن الحديث مع الجمهور، فأردنا بهذا الملتقى أن ندق الأجراس عن شئ يغيب عنا، أردنا أن نفجر القيود ونفتح النص على مجالاته، فبغير الحوار الجديد لن نستطيع أن نقدم شئ لمجتمعاتنا وسنظل طائفة منبوذة من القراء".
وقال أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة باكو في أذربيجان هيبة هيبتوف في كلمة نيابة عن المشاركين غير المصريين بالملتقى "تحتضن القاهرة اليوم ملتقى بالغ الأهمية مما يدل على أن مصر كانت ولا تزال مركزا ثقافيا وأدبيا يجتمع فيها الأدباء منذ قديم الزمان لتبادل آرائهم وتقاسم أفكارهم وإبداعاتهم الأدبية".
وأضاف "النقد الأدبي له دور كبير في تثقيف الشعوب وتوعيتها كما أن رسالته الرئيسية لا تتلخص في تقييم وتقويم الأدب فحسب بل تواكب خلال سطورها سير الأحداث في مجتمعاتنا وتاريخها".
وكرم وزير الثقافة المصري خلال افتتاح الملتقى أسرة الناقد الراحل عبد القادر القط ممثلة في زوجته وابنه وابنته وأهداهم درع المجلس الأعلى للثقافة.
وفي كلمة أسرة الراحل عبد القادر القط، أستعرضت إبنته نورا القط، تاريخه ونشأته في قريته الصغيرة، إلى جانب أهم اعماله والجوائز التى حصل عليها وأهم ما كتب عنه، وعبرت عن سعادتها باختيارة شخصية الملتقى، فقد كان بالنسبة لها أبا وصديقا ومثقفا موسوعيا عف اللسان. وفي نهاية الجلسة الإفتتاحية أهدى وزير الثقافة درع المجلس الأعلى للثقافة إلى أسرة الراحل ، وتسلمته السيدة إيلي القط زوجة الراحل.
يذكر أن الدورة الأولى للملتقى عقدت عام 2010 تحت عنوان "النقد الأدبي والواقع الثقافي" وحملت اسم الناقد محمد غنيمي هلال.
تاريخ الإضافة: 2017-05-09تعليق: 0عدد المشاهدات :775