تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



تلاسن ثقافي | الأمير كمال فرج


منذ أيام إكتشفت دراسة أميركية أن 50 % من الدراسات الطبية التي نشرت في 199 دورية علمية باللغة الإنجليزية خاطئة، وحملت المسؤولية في ذلك جزئيا إلى الصحفيين الذين يسعون لنشر الأخبار غير التقليدية.

أقول ذلك بمناسبة مقال كتبه عراقي مقيم في نيويورك في مجلة "الجديد" التي تصدر من "لندن" بعنوان "لماذا يفشل المصريون دائما في كتابة الشعر؟"، وهو موضوع ظاهره الرحمة، وباطنه العذاب، فهو في ظاهره النقد ، وداخله الطعن والتقليل ، وهو ما يسمى التلاسن الشعوبي الثقافي، وهو سلوك إنتقامي يجد من يرعاه ويغذيه، تحت ضغط العصبية آفة العرب منذ فجر التاريخ.
وفي التلاسن الثقافي يهاجم مواطن من جنسية شعبا آخر، وغالبا ما يفتقد ذلك الهجوم الحجة، ويجنح للتعميم، وعدم الموضوعية.

والقضية ليست أدبية أو نقدية، فالأدب لا جنسية له، ولكنها مجرد مشاعر فردية سلبية تجاه المصريين، سيطرت على أحدهم، وجدت مجلة لا يعرفها أحد تحتفي بها باعتبارها أخبار غير تقليدية، لتحقق الرواج، رغم العوار الأخلاقي بها، والغرض الذي يظهر في ثناياها. 

أكدنا مرارا على المسؤولية الاجتماعية للصحفي والكاتب والإعلامي ، هذه المسؤلية ترادف المهنية والموضوعية وهي معان غابت في ظل لهاث بعض وسائل الإعلام نحو الغريب والطريف وغير التقليدي، بغض النظر عن الحقيقة، لا يهم أن تنشر موضوعا يسيء إلى جماعة أو شعب، المهم أن نروى شهوة الإنتقام والتشفي، ونشعل الفتنة بين الشعوب .

من السهل جدا أن أرد على ما كتبه الأخ العراقي، وأرد له الصاع صاعين، عندها سنتطرق مضطرين للوضع العراقي المحزن، حيث يضرب الإرهاب كل مكان، ولا يتيح للشاعر العراقي الفرصة للحياة، وليس لفعل مترف مثل كتابة الشعر ، وكذلك الوضع في الشام، وهو ما ينسف ما يريد الوصول إليه الكاتب من أن الشعر مزدهر  في العراق والشام وفاشل في مصر.

 من السهل أن نتطرف ونطالب بعدم قبول النقد أو التحكيم وأشياء أخرى مؤقتا من دول شقيقة تعرضت لكوارث كبرى كالإرهاب وغيره، ومن الأخوة المشتتين في بلاد الله بعيدا عن أوطانهم مثل أخينا،  لأن ذلك قد ينزع عنهم الحيدة والتجرد، فيستشيط أخونا كاتب المقال غضبا، والبادي أظلم.

ولكن هذا بالطبع ربما يجرح الأخوة العراقيين وربما الشوام، وهذا ما يريده البعض من هذه الموضوعات .. عراقي يهاجم المصريين، فيرد المصريين ويسيئوا إلى العراقيين فتشتعل الفتنة، ويوغر الجرح بين الشعوب، لذلك لن نقع في هذا الفخ.

أيضا لن نقع في الفخ الآخر، وهو التصدى للدفاع عن أنفسنا وتأكيد تفوق المصريين، ونقدم الأمثلة الدامغة على ذلك، فنبدو في مظهر المتهم البائس الذي يحاول إثبات براءته.
مقاطع كثيرة يمكن أن نقف عندها في مقال أخينا العراقي ، والتي تدل على "الغرض" منها التعميم المقزز في عبارته "ثقافة مصرية لم تنتج شعرا جيدا لا بالفصحى ولا العامية"، والغل النقدي في لفظة "دائما" في "لماذا يفشل المصريون دائما في كتابة الشعر؟"، والإنحياز والتعصب في "نفي الشعر عن مصر مقارنة بالعراق والشام"، والبعد النفسي في "ظل الشعراء المصريون تابعين فنيا لأقرانهم في العراق وبلاد الشام"، والتوجيه بالكتابة في"دفعني طلب الإيجاز إلى عدم الاستشهاد بالأبيات الشعرية".
المقال الذي كتبه الناقد العراقي المجهول الذي ليس له أي سابقة نقدية أو إبداعية والذي حاول فيه نفي الشعر عن المصريين غيرة أدبية، وجهل نقدي، وكيد عابر للدول يصيب البعض، ولكن كما قلت المشكلة ليست في ظهور هذه الحالات، ولكن في المجلة التي تخلت عن مسؤوليتها الاجتماعية، ونشرت هذا الفحيح على الملأ.

تاريخ الإضافة: 2017-03-11 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1653
4      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات