تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الأمير كمال فرج يكتب | دراما حريم السلطان .. من النجاح إلى المنع


القاهرة: الأمير كمال فرج .

حقق المسلسل التركي "حريم السلطان" نسب مشاهدة عالية، ورغم  الإقبال الذي حظيت به الدراما التركية عموما، يبقى "حريم السلطان" صاحب الصدى الأكبر لدى الجمهور العربي .

وبالنظر إلى أن الدراما التاريخية تعاني من مشكلة وصول منذ البداية، حيت جنجت في معظم الأحيان إلى الرتابة والتكرار، حتى ضرب بها المثل في التطوير والإيقاع البطيء، فإن نجاح هذا المسلسل التركي "التاريخي" يضع أكثر من علامة استفهام.

العمل الذي يعد الأضخم في تاريخ الدراما التركية قام ببطولته الفنان خالد أرغش، في دور "السلطان سليمان القانوني"، والممثلة مريم أوزيرلي في دور "السلطانة هويام"، ويروي المسلسل قصة مرحلة مهمة من التاريخ العثماني، وهي فترة حكم السلطان سليمان القانوني عاشر سلاطين الدولة العثمانية، وصاحب أطول فترة حكم من عام  1520 حتى وفاته عام 1566  وقد أصبحت الخلافة العثمانية في عهده أقوى دولة في العالم، وبلغت في عهده أقصى اتساع له.

الأعمال التاريخية لم تكن يوما في معادلة الانتشار ، والذي يدور المنتجون في فلكها وهي "السياسة، والجنس، والجريمة"، وأخيرا انضمت إليها "الكوميديا"، بظهور موجة الأفلام الكوميدية الشبابية التي بدأها محمد سعد، ومحمد هنيدي وغيرهما، وهو ثالوث أو رباعي يكفل لأي عمل النجاح الجماهيري. وبالتالي العوائد المادية الجيدة".

فكيف إذن اخترق عمل جماهيري "مستورد" و "مدبلج" هذه القاعدة، واستطاع أن يجذب الملايين من العرب؟

نفس الكلام ينطبق على الدراما التركية ككل .. والتي تمكنت من اجتذاب الأفراد والعائلات .. حتى الأطفال ..، فبعد موجة المسلسلات المكسيكية في الثمانينيات والتسعينيات، ظهرت الدراما التركية لتمضي في نفس الاتجاه.

"السوق عايز كدة" عبارة يرددها المنتجون كثيرا ، وهو رد جاهز يقال لكل من ينتقد المستوى الفني، ففي وجود هذا المنطق الشعبي يضطر المنتج إلى تجنب "القيمة" ليقدم ما يريده المشاهد .. أيا كان ذلك .. عنف .. جنس .. جريمة .. المهم لدى هؤلاء أن يحققوا الربح .

هذا التصور الخاطيء كان السبب في ظهور موجة أفلام المقاولات في الثمانينات، وهي أفلام حققت نجاحا ماليا وإقبالا جماهيريا، ولكنها فشلت فنيا، وبمرور الوقت أصبحت علامات سيئة في سجل ممثليها ومنتجيها. لأن مثل هذه الأفلام  ـ رغم عوائد الشباك ـ كانت كالشهاب الذي يومض، ولكنه سرعان ما يتلاشي في الفضاء. أو قل كالوجبات السريعة سهلة ولذيذة، ولكن تبقى في النهاية غير صحية، تصيب الإنسان بزيادة الدهون والكوليسترول، وفي مرحلة متقدمة أمراض القلب.

منتجو الدراما التركية ـ مثلهم مثل منتجي "المكسيكية"فيما مضى، وقبلهم بسنوات طويلة منتجو الأفلام الهندية ـ وضعوا أعينهم على "متطلبات السوق"، فقدموا خلطة تحقق النجاح الجماهيري . الجمال عنصر أساسي في نجاح الدراما التركية، بتقديم مجموعة من الفنانات بارعات الجمال، وهو عنصر لا ننكر دوره في جذب المشاهد .

ورغم أن الجمال التركي معروف، فإن المنتجين ركزوا على هذا الجمال، وزينوه بمساحيق التجميل، وقدموه بهالة كبيرة من المحسنات البديعية كما نقول في اللغة ، وهي ترادف هنا الاكسسوارات والأزياء، فظهرت بعض المسلسلات ، ومنها "حريم السلطان" وكأنها استعراض مستمر لفنون الأزياء، والمكياج، وتسريحات الشعر والاكسسوارات .. وهي كلها عناصر جذب تحلم باقتنائها أي فتاة ، وتجذب إعجاب أي شاب.

العنصر الثاني الذي قدمه الأتراك، الطبيعة الساحرة التي تتميز بها بلادهم ، فقدموا للمشاهد صورا لطبيعية ساحرة، قد تكون مثالية للمناطق السياحية التركية ، والتي تجذب المشاهد، وتقدم له واقعا قد لا يكون متوفرا للكثيرين .

لقد بدا المسلسل في أحيان عدة وكأنه مسلسل للترويج السياحي لتركيا، وهذا ما تحقق بالفعل . حيث ساهم هذا المسلسل وغيره في ظهور ما يسمى بـ الهوس التركي" ، ونعني به زيادة إقبال العرب على السفر إلى تركيا للسياحة، وظهور اكسسوارات وصور من وحي المسلسل تباع في المحلات الشبابية ، والاقبال على شراء إكسسوارات وأزياء تحاكي أزياء الفنانات الجميلات اللائي ظهرن في المسلسل .

ولعل أحد الأدلة على ذلك ظهور "خاتم هويام" في الأسواق، وهو خاتم فيروزي جميل كانت ترتديه الفنانة مريم أوزيرلي التي قدمت شخصية "هويام" زوجة السلطان سليمان القانوني . وقد دفع ذلك عدد من الشركات إلى إنتاج نسخة من هذا الخاتم حققت إقبالا كبيرا في العالم العربي خاصة الخليج. واستخدمت الجهات المسؤولة عن التنشيط السياحي هذه النقطة تحديدا في الترويج السياحي لتركيا . فقد قامت إدارة معرض تركي أقيم مؤخرا في دبي بتوفير كميات كبيرة من هذا الخاتم لتوزيعه على الزائرات .

فإذا كان "خاتم" قد حقق كل هذا الهوس، فما بالك بالعناصر الجمالية الأخرى كالأزياء، وقصة الشعر، بل والديكور التاريخي الرائع.

ولكن اهتمام المنتجين بـ "خلطة السوق" لم يكن السبب الوحيد لنجاح المسلسل، فقد أضيف لعنصري الجمال والطبيعة عنصر أهم وهو الإمكانات الفنية العالية .

يتميز الإنتاج الفني التركي بمقومات فنية عالية، سواء في مجال السيناريو ، أو الإنتاج، أو الديكور ، أو الإضاءة، أو التمثيل، أو الإخراج. فعلى صعيد السيناريو تميز سيناريو المسلسل بالترابط والخيال، كما تميز الديكور والإضاءة والإخراج .. وقبل ذلك كله تميز الممثل التركي سواء أكان رجلا أو امرأة بقدرة عالية على الأداء، وتقمص الشخصية التاريخية . وكل ذلك كان له دوره في نجاح المسلسل.

عامل آخر يمكن إضافته للعوامل السابقه، وهو عامل "نفسي" تجلى في القبول العام الذي تلقاه السياسة التركية في العالم العربي ، هذا القبول الذي يصل أحيانا إلى درجة الإعجاب، وهو قبول تكون من عدد من المواقف المتتالية للسياسيين الأتراك، وعلى رأسهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ، منها مواقفه العلنية المؤيدة للفلسطينيين ، والرافضة لحصار غزة، ومنها أيضا إنسحابه من مؤتمر "دافوس" الاقتصادي عام 2009 اعتراضا على حديث الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بخصوص غزة . وهو ما تناقلته وسائل الإعلام العربية والعالمية.

العامل النفسي له دائما دور في قبول المنتج ، فكم من منتجات مميزة رفضها الحس الشعبي فقط لعدم وجود ارتياح نفسي لها ، وبالعكس كم من منتجات انتشرت، وحظيت بالنجاح لتوفر هذا العامل النفسي بها، ويمكن إضافة عامل نفسي آخر وهو الدور الذي يقدمه المسلسل في إبراز حقبة مهمة ومشرفة في  التاريخ الاسلامي، في الوقت الذي يتعرض نفس التاريخ الاسلامي لانتكاسة كبرى في الوقت المعاصر.

ورغم المكاسب العديدة التي حققها مسلسل "حريم السلطان" غضب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من المسلسل، وصرح أنه لا يعبر عن تركيا، وأنه يشوه التاريخ العثماني.

قال أردوغان في تصريحات لوكالة أنباء أناضول التركية في ديسمبر 2011 "أجدادنا ليسوا مثلما يجري تصويرهم في المسلسل"، وأضاف "نحن لا نعرف السلطان سليمان القانوني بالشخصية التي يظهر فيها في المسلسل"، لافتاً إلى أن السلطان الذي وصلت الدولة العثمانية في عهده إلى ذروة قوتها قضى 30 عاماً من عمره على ظهر الخيول في إطار الحروب والفتوحات التي خاضها.

هذا التصريح أعقبه قيام البرلمان التركي الشهر الماضي بإصدار قرار بمنع المسلسل من العرض في تركيا. بعد أن قدم أوكتاي سارال النائب في البرلمان التركي عن الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية بعريضة تطالب بوقف مسلسل "القرن العظيم"، والمعروف في العالم العربي بـ "حريم السلطان"، بسبب ما اعتبر تشويها لصورة السلطان سليمان القانوني الذي أصدر العشرات من القوانين خلال فترة الدولة العثمانية، وذكرت العريضة أن المسلسل أظهره فى شكل "زير نساء".

ولكن هذا الموقف يمكن تفسيره في ضوء  الوضع السياسي التركي الداخلي، حيث للسياسة والانتخابات والأحزاب حسابات خاصة قد تخالف المتوقع. خاصة إذا علمنا أن 70 ألف شكوى قدمها مواطنون أتراك ضد المسلسل.
وترى الناقدة الفنية نهى جابر، أن منع المسلسل خطوة غير مبررة، وأنها اعتداء على حرية الإبداع، وأن العمل الفني يختلف عن التوثيق التاريخي.

وقالت إن "سلاطين تركيا في تلك الفترة كان لديهم بالفعل قصور فخمة، بها ركن مخصص للحريم، وكان من حقهم امتلاك ما يشاؤون من حريم"، مشيرة إلى أنه لا يوجد مبالغة في رصد الأحداث تستلزم وقف عرض المسلسل خاصة بقرار برلماني.


تاريخ الإضافة: 2016-07-20 تعليق: 0 عدد المشاهدات :897
4      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات