كانت قانطة وخرجت بليل كالح زمهرير. خرجت بلا وعي فارة من اهلها عازمة علي السعي بلاد ﷲ لخلق ﷲ. عيناها السوداوان الواسعتان متورمة وعودها الخيزران المرهق يرمي طرح الصدر للامام. وحين وصلت مفترق طرق ورغبت في السؤال لم تجد غير رجل اقرب لشبح. واحد من هؤلاء الشاردين البؤساء الذين لا مأوي لهم. اقتربت بتوجس وسألته عن حاله فاجاب عن حالها. تعجبت وظلت تتابعه وهو يمسح التراب عن البالطو المتسخ ويمسح الوسن عن عينيه. وقبل ان تسأله افاقت علي قوله: الشارع غابة. لاتنظري اليه الآن فنحن في الوقت الميت. ماذا لوفكرتي في قضاء حاجتك؟. سمعت .وارتعدت في داخلها وظلت رابطة الجأش تنظر اليه ولم تعقب قال:وكيف تشربين قهوتك الصباحية بنكهة الامس ولو بصرتك كل الدنانير؟ تشعب الخوف لديها وشعرت بهبوط فجلست مضطرة الي جواره وايضا لم تعقب. في هذا الوقت ظهرت سياة مسرعة بشباب لاهي وقد بدد صوت الموسيقي الصاخب هدوء المكان . وحين حازتهما انبتت بذاءة الشباب حبيبات العرق في جبينها. وضعت طرف الطرحة في جانب فمها بعدما مسحت جبهتها وهو يقول: هذه بداية الرقص فهل يمكنك مجاراة هؤلاء الابالسة؟ شعرت باحتقان في حلقها وهي تنهض وتنظر اليه شذرا ثم اخذت تبتعد دون ان تتنفس او تعقب في السابعة صباحا كانت تجهز سندوتشات المدرسة للاولاد وتجهز حقيبة ..الرجل دون ان يشعر بغيابها احد