وُلدتْ فأهدت للحياةِ وجودَا
وَغَدَتْ على درب الزمانِ خلودَا

ومضتْ توزعُ للأنَامِ أريجَهَا
وتَرشُّ فوق العالمين ورودَا

وتقودُ ركباً للحضارةِ زاهراً
يمضي على درب الشموسِ عديدا

هي من أحبُ ولستُ أهوى غَيرهَا
شمسُ الورى لن تختفي وتبيدَا

هَبَّتْ تغني اللحنَ خفَّاقاً لنا
وتقيمُ في الأفْقِ الرحيبِ سدُودَا

*  *  *

بلدَ الغريبِ أتيتُ دربِك عاشقاً
وحَملتُ عشقاً في هواكِ مديدَا

لا تملكُ الكلماتُ وَصْفَ غرامِهِ
لا تعرفُ الأشواقُ فيهِ حدُودَا

يا مصرُ إنَّ في هواك متيمٌ
مازالَ عِشقي في هواكِ شديدَا

يسمو على كل العواطف بَيَّناً
فالحبُ للأوطانِ ليسَ جديدَا

الشوقُ أشعلَ في الفؤادِ مشاعراً
وأثارَ في قلبِ المُحِبَّ قصيدَا

فانسابتْ الكلماتُ عاشقةُ على
وَرَقي تترجمُ شوقهَا المعهودَا

*  *  *

يا من إليهَا – نحو نورِ عيونها -
بعَد الإله قد انحنيتُ سجُودَا

أرضُ الكنانةِ أورقتْ أغصانُها
فجراً وشمساً لا تنامُ وعيدَا

عزفتْ طيورُ الأيكِ في أنحائها
لحناً تهادى في القلوب وئيدَا

والشمسُ تبدو في السماءِ كأنها
حسناءَ تلقى في الرياضِ نشيدَا

والنهرُ والصفصافُ يرقدُ حولَهُ
ملكٌ تربَع أدهراً وعُهُودَا

معشوقتي السمراءُ ما أحلى السنا
بين العيونَ منَوَّراً وفريداَ

أنت الحقيقةُ أنتِ في روض الورى
طيرٌ يصبُّ على الربى تغريدَا

اليومَ هبَّ المجدُ سباقاً لكي
يبني ويغزلَ حُلمَنَا المنشودَا

فلتسلمي وطنَ العروبةِ فخرهَا
ولتنعمي صارَ الرخاءُ أكيدَا

كفرالزيات في 1987م