دعيني أرتُل لحنَ الربيعْ
وأقطفُ باقةَ زهرةٍ بديعْ

إلى طفلةِ الشمسِ أهدي ورودي
تميمةَ عِشْقِي وقلبي الوَلُوعْ

على ضفةِ الحلمِ نعدو سوياً
كطفلينِ نركضُ بين الربوعْ

لنُلْقِي سلامَ الصباحِ المنَدَّى
ونزرعَ دربَ الدجى بالشموعْ

ونبحرُ في موكبِ الليلِ حتى
يضلُّ السفينُ طريقَ الرجوعْ

*   *   *

على النهرِ نغدو هنا عاشقينْ
وريحُ المساءِ على الضفتينْ

تميلُ وتنسابُ عبر الليالي
فيهفو إلينا شذا الشاطئينْ

على ضفةِ النهر تحلو الحكايا
وتجري المياه لنا كاللُّجَينْ

وحين تهلُّ نجومُ الأماسي
نعانقُ عبر الظلالِ اليدينْ

ويجمعنا الحبُّ قلباً وقلباً
وتصبحُ فرحَتُنَا فرحتينْ

*   *   *

دعيني أحبكِ سِراً وجهراً
وأهدى فؤادي لعينيكِ مهراَ

وانسجُ من رابياتِ الصباحِ
إليكِ من الوردِ تاجاً وقصراَ

وإن أقبلَ الصبحُ نمضي إليهِ
ونزرع للحبِ فلاً وزهراَ

نغني إلى الكونِ أحلى الأغاني
فيمنحنا الزهرُ نفحاً وعطراَ

على مرفأ الريح نغفو سهارى
ونكتب للحب شعراً ونثراَ

*   *   *

دعيني أغنيكِ لحناً شجيَّا
تهادى رقيقاً إلى مسمعيّا

ترددهُ في المساءِ الطيورُ
وتمرحُ بالفَرْحِ فوقَ الثريَّا

غرامُ المُحبِ إذا ما تسامى
بصاحبهِ الصبَّ يغدو نقياَ

يجولُ المدائن يهدي الحيارى
ويبني إلى الحب صرحاً علياَ

بنورِ الغرام يلفُّ النواحي
ويحمل في الصدِر قلباً تقيا

*   *   *

تعالي فعمرُ الليالي قصيرْ
وعمرُ الأماني كبيرٌ .. كبيرْ

أتى موكبُ الحلمِ يدعو كلينا
لنركبَ قافلةَ من عبيرْ

فما أجملَ اليومَ وجهُ الزمانِ
وما أجملَ اليومَ شدوُ الغديرْ

فهيا نصافح هذي الحياه
ونملأ بالحبِ كلَّ الأثير

أتى الحلمُ هيا لنعدو سوياً
لنلحقَ بالركب قبلَ المسير

كفرالزيات في 1988م