ضمي فتاكِ عروسَ البحرِ ضميني
ورتَّلي العزفَ إنَّ العزفَ يشجيني

يا حُلوةَ الثغرِ في عينيك أغنيتي
وفي يديكِ هنا أحلى دواويني

البحرُ يسري على شطيكِ مبتسماً
يداعبُ القلبَ في يسرٍ وفي لينِ

والبدرُ والليلُ والأفياءُ وارفةٌ
والطيرُ يرفلُ في أفْقِ البساتينِ

متيمٌ بهواكِ العذبِ سيدتي
وفي رحابِ الهوى أُهدي قرابيني

عامانِ مرَّا ومازالتْ جوانحنا
تشتاقُ للحُبَّ في عينيكِ يرويني

على ضفافكِ كم مهدتِ مجلسنا
بين الورودِ العذارى والرياحين

وفي ربوعكِ كم سهرتُ منفرداً
في الليل أرسلُ أشعاري وتلحيني

فأشرقي يا ربوع الشطَّ وابتسمي
وفي ربوعك يا (حمراء)* ضميني

يا شطَّ جدةَ فارقنا أحبتنا
فأشرق الحزنُ في رُوحي وتكويني

مليحة سكن الإشراقُ طلعتها
وأثمرت في لياليها بساتيني

مازلتُ أذكرُ فوق الخدَّ عبرتها
قبل الرحيل ونارُ الفقدِ تكويني

يا شطَّ جدة كم أمسيتَ تصحبني
تخففُ الحزنَ عن نفسي وتحويني

فكنْ لقلبيَ سلواهُ ومرفأهُ
وكن لشعري أفراحي وتحنيني

جدة في 12/8/1992م