لا تظلميني ما سلوت هواكِ
يا ذات قلب في المحبة شاكي

إني لأقسم بالذي خلق الهوى
ما غاب قلبي عن ربوع مداكِ

هل تعقلين الطير يسلو عُشةُ
أو يرتضي عيشاً بدون سماك

الشكُ عاصفةُ تحوم بروضنا
فتماسكي .. هل تتركين رباك؟

*     *     *

ما زلتُ في المنفى ووجهكِ غايتي
أشتاق للوطنِ البعيد ملاكي

كم من ليالٍ عشت فيك متيماً
والليلُ يرسل في السما نجواك

وحدي جلستُ ومن أمامي شرفتي
بالقلب أرصدُ في الفضاءِ نداكِ

الليل كلمني وأشجى خاطري
لما تساءل عن غياب ضياك

والبحرُ أدمى ضفتيه تباكياً
والزهرُ بعدكِ فاضَ بالأشواك

هذي هي الأشجار تنعي حظها
من فوقها الطير المغرد باكي

*     *     *

إني هنا – رغم الفراق – يحيطني
طيفٌ بديعٌ من جميل سناكِ

أصحو على عينيكِ تشرق في المدى
وأشم في كلَّ الورود شذاكِ

في الليل أبصر مقلتيك قلائداً
وكواكباً تختالُ في الأفلاك

ما زال وجهكِ في الصباح بهاؤه
وعلى الحديقة لا يزال نداك

*     *     *
يا من هَواهَا القلب إني عاشقٌ
هلاَّ علمتِ بمن هوى وحباكِ

أولستُ من عشق العيون تصوفاً
وبماء عشقٍ لا يجف رواكِ

لا تحسبي – إن طال بعدي – إنني
قد خنتُ عهدك واصطفيت سواك

لو خيروني بين عينك والدنا
تُختارُ – دونَ ترددٍ – عيناكِ

*     *     *

يا ربةَ الشعرِ المقدسِ والجوى
قلبي – حروفَ قصائدي – أهداكِ

أنا شاعرٌ وغدوت أنت قصيدةً
مكتوبةً بجموع زهر ذاكي

قد طال شوقي للوصال وللقا
فمتى الحياة ..؟ متى يحين لقاك ؟