بُراق الشمسِ يطوي الأرضَ طياَّ
يجوبُ الكونَ وضَّاءً المحيَّا

ويسري في الفضاءِ الرحب طيفاً
بديعاً يبعث الضوءَ البهيا

وفي سيناء يرسو في رباهَا
فترسلُ ضفةُ الفيروزِ ضيا

يطوفُ (بسانت كاترين) الموشى
بزهرٍ يبعث العطرَ الزكيا

ويجنحُ بالضيا (لعيون موسى)
فيعطي الماء لوناً المعيا

ويهفو نحو (صفاف الوصايا)
وينبت في (عريشِ) الأرض ريا

ويأتي (البردويل) تذوب سكرى
وتبعث في الربى طيفاً سنيا

و(بالوادِ المقدسِ) راح يسمو
ويسجدُ للذي بعث النبيا

*     *     *

تداعي القيدُ يا وطنَ الروابى
إبائي حطمَ القيدَ القويا

وصرتَ على مدى الأيام حراً
فلا قيداً يكون ولا وصيا

طباعُ النسرِ أن يحيا عزيزاً
طليقاَ فوق هامات الثريا

فقم يا نسر حلق في المعالي
وطف بالأفق جباراً أبيا

وإن يكُ ساد عهد الظلم حينا
وكبل في أسى المنفى يديا

يعود الحق للمظلوم دوماً
ليهدم في الدنا الظلم العتيا

*     *     *

على أرض الجدود وضعت كفي
وقد عادَ الثرى صفواً نقيا

هنيئاً أبشري عزاً بلادي
ربى سيناء قد عادت إلىَّ

وعاد الطير يعدو في سماها
ليطلقَ في الفضا اللحن الشجيا

وكبرت المآذن في عاها
وأفضى الكون وحياً عبقريا

وأهدت روضةُ الفرح المغنى
رحيقَ النصر فواحاَ شذيا

أعاد المارد المصري فجراً
رآهُ المعتدونَ لنا قصيا

وسَيرَ للعدو الموت سيلاً
وحاك من المنى نصراً عليا

وأطلق في ذرا الوطن الأغاني
وأنهى فيه عهداً بربريا

وعادت واحة الفيروزِ غيثاً
لتنبت للورى الشجر الثريا

*     *     *

أنا المصري شيدت الكباري
عبرت الماء أطلقت الدويا

وقبلت الثرى بدمي وروحي
وعانقت التراب الزنبقيا

أنا المصري فجرت الصحاري
ينابيعاً وزهراً عسجديا

ذرا التاريخ تشهد أن عزمي
على الآفاق خفاقاً فتيا

ومنذ الخلق والإصرار عهدي
وتملأُ عزني القلبَ التقيا

ولي في كل ساحاتٍ صروحٌ
وأمجادٌ غدت للحق زيا

أنا المصري حررتُ الروابي
وفجرتُ الثرى ثمراً شهيا

ضياءُ الحقِ يسري عبر دربي
وعزكَ موطني فرضُ عليَّ

سأبقى والسلاحُ يزين زندي
لأدفعَ عن ترابِ الأرض غيا

أحرر بالدما والروح أرضي
وأحمي عزتي ما دمت حيا.