النورُ جاء لنا بالخير والكرم
وانساب يسري على البلدان والأمم

شهرٌ أتى بالهدى للناس قاطبةً
إلى الورى قد أتى بالنور والحكم

هذي مساجدنا بالنور زاخرةً
بمنبعٍ للضيا بالنور مزدحم

والصبحُ مؤتلقٌ والليلُ مبتسمُ
والنورُ يسرى على الآفاق والقمم

فيه الكتاب أتى من عند مُنزله
على الرسول الأمين الكامل الشيم

في ليلة القدر قد هلت نسائمهُ
على البرية طاف النور بالعلم

ماذا أقول بوصفِ فيض نعمتهِ
بالوصف حارَ الورى وكلُ ذي قلم

أقبلت يا موكب النور المضئ هدىّ
للناس بشرى سمت بالفرح والنغم

أهلاً بنورك في الأفنان منتشراً
ينسابُ مغتبطاً في كل مبتسم

فيك الصياُ غدا للخلقَ موعظةُ
تنأى بهم دائماً عن موطن السقم

والصومُ لا عن طعامٍ نستلذ بهِ
لكن يكون عن الإفراط والنهم

والمرءُ حينَ يلبي أمر خالقهِ
يلقى جزاءَ الإله الواهبَ النعم

يعطيه من جوده من فيض نعمتهَ
ويصطفيه هدىَّ في أرفع القمم

فيك التقينا على الإسلام في شغف
في ساحة الجامع المزدان بالنسم

تتلو كتابَ الهدى كي تستضئ به
ونرتوي سلسلاً من منبع القيم

يسمو الأنامُ إلى نعماكَ في نهمٍ
كي ينهلوا منحةَ الإحسانِ والكرمِ

أقبلتَ شهرَ الأماني في الدجى شهباً
للمسلمين سمت في حالك الظلم

ويومَ بدرٍ والصومُ يجمعهمْ
في عصبةِ آمنوا بالحق والحرم
   
تقدم الصائمون خلف حميتهم
لنصرة المصطفى بالروح والقسم

في حومة الحرب في إصرارهم فرَقوا
بين الدياجي ونورٍ في ذرا العَلَم

وفيك مكَةُ يا شهر الهدى فُتحت
واستقبلت نورها بالبشرِ والرحمِ

ةفي سناك انتصرنا في ذرا وطني
وحُررت أرضنا بعد النوى بدمي

سيناءُ عادت لنا وانساب رونقها
حلواً يضيء سماء الحق والقدم

وردَدَ العابرونَ النصرَ أغنيةً
وعلموا ليهوذا حسرة الندم

ورفرفتْ في رباها الطير زاهيةً
وزقزقت حرةً للنيلِ والهرم

يا أيها القبسُ الميمونُ جئت لنا
من جنةِ النورِ والرضوان والنعم

أقبلتَ بالنفحات العاطرات لنا
فأشرقتَ شمسنا الغراءُ بالعظمِ

هبَّ الأنامُ وصوتُ الدين يجمعهمْ
يبغونَ منك الهدى بالنون والقلم

شهرَ المحبةِ يا نبراسناَ الأبدي
ويا بشيرَ الهدى والحق والقيم

اغفر لنا يا عزيزُ واهدنا قبساً
ويا إلهي تقبل سجدةً الكلمِ