عيناك سيدةَ الصباح مدينةٌ
يحمي حماها اليومَ جيش رادعُ

هي مرفأ الحيران في بحر النوى
هي في دجى الأيام نجم ساطعُ

بحرٌ وأشرعةُ وبدرُ ساهرٌ
وخميلةٌ أثمارها تتضوعُ

ومرافئُ وسفائنُ ومدائنُ
للعاشقين لهم تحيطُ وتجمعُ

طيران من طير الجنان على الربى
وعرائسُ تزهو وفجرٌ يطلعُ

وقصيدةٌ بالشوق صاغ حروفها
قلبُ هوى لحبيبة تتمنعُ

بابان فوقهما نقوشُ صاغها
بمهارةٍ ربُ قدير مبدعُ

النقشُ فيها بابلىُ يزدهي
بالماس والياقوت جلَّ الصانعُ

في كل ناحية توسط بابها
سيفُ يماني ودرع لامعُ

نبعَا الفصاحةَّ والبلاغة فيهما
فإذا بدتْ يبدو الكلامُ الرائعُ

يسعى لها الشعراء كلُ يبتغي
منها الهوى لكنها لا تخضعُ

قد أبرقت لي فانبرى سهمُ الهوى
متحدياً فهوى الفؤادُ الطيعُ

رامت حصوني في الغرام بنظرةٍ
كل الحصون أمامها تتصدعُ

يا قبلةَ الفقراء في الزمنِ الذي
يقسو على أبنائه، يترفعُ

عيناك مأوى للحزين إذا بدتْ
في الأفق يبتسمُ الفؤادُ الدامعُ

وإذا رنتْ تشدو الطيور بأيكها
وتفيضُ أثمارٌ وتزهرُ بلقعُ

وتطلُ من خلف الحجاب وضيئةُ
كالشمس من خلف الروابي تسطعُ

هذي عيون أم فنونٌ خلَتها
أمْ مهرجان للعجائبِ جَامعُ

عيناك متراسي إذا يوماً مضت
عنى فكيف عن الحياةَ أدافعُ؟

سمراءَُ إن رحلت عيونكِ عن سما
ئي لحظةَّ ماذا بربكِ أصنعُ؟