لماذا تغيبين في الصبح عني
وأنتِ الصباح وأنتِ التمني

وأنت الضياءُ لهذي الليالي
وأنت المدامُ بكأسي ودنَّى

أبيتُ على مرفأ الانتظارِ
وطيفك وحيٌ تراءى لعيني

وفي الليل تأتي مواجيدُ سرياً
تحطُ بأشجانها فوق غصني

وفي الليلِ تشتعلُ الذكرياتُ
ضراماً من الشوق في كل ركن

أجولُ الرياضَ وحيداً مشوقاً
وأسألُ عنكِ الربى والغنى

وأبحرُ في واحة الحلم ليلاً
وتبحرُ عبر اَلهوى كل سفني

وأحلمُ بالشمس تأتي رويداً
وتدنو على ضفة الحلم مني

وعند اللقا تتلاقى العيونُ
عناقاً على البعد عيناً بعين

فيشتعلُ الشوقُ عنديِ لهيباً
ويطفئُ في القلبَ نارَ التظني

يبوحُ الفؤادُ بأسواقِهِ
ويعزفُ عبراَ الرياحينِ لحني

أحبك طيراً يجولُ الرواب
ويهفو جميلاً على كلَ غصنِ

وأبصرَ في مقلتيكِ الأماني
وأعشق فيكِ اللَمَى والتثني

وأعشق فيكِ الجفونَ اللواتي
يجللها في الهوى فيضُ حسنِ

فإن غابَ وجهك عن ناظرىَّ
لمن – غادة القلب – صبحاً أغني

فمن مقلتيك تجئُ الأغاني
وينطلقُ الحسنُ من كل لون

وحسنكِ عبرَ الليالي تبدي
وقد أبدعته ظلاُ المفن

فهلْ دونَ طيفكِ تشدو القوافي
وهلْ تستطيعُ الطيور التغني ؟

فإن فرقتنا المساَفاتُ يوماً
فحسبي وحسبُ المسافاتِ إني

هويتك قلباً وحساً وشعراً
ونبضاً سرى في فؤادي وفني

ربيعيةَ الوصلِ جاءَ الربيعُ
فجودى بيوم اللقا لا تضنى

عهدنا بعينيكَ صدقَ الحنايا
ولم يعهد القلب فيك التجني

فعودي إلى الأفقِ شمساً ونوراً
وعودي إلى القلبِ حتى يغني.